وصايا مهمة

موضوع: وصايا مهمة الجمعة أبريل 29, 2011 10:42 am

وصايا مهمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين وقائد الغر المحجلين نبينا محمد وعلى آله أصحابه أجمعين .. ما بعد /

فهذه وصايا مهمة أنثرها بين يدي إخواني وأخواتي في الله ممن يشاركون في الدعوة إلى الله تعالى وإصلاح المجتمع .. سواء كان ذلك بالمواعظ والمحاضرات والدروس ، أو بالكتابة في المواقع والمنتديات وغيرها من الوسائل ..

الوصية الأولى : الإخلاص لله تعالى

الواجب على المسلم أن تكون جميع أعماله خالصة لله تعالى.. جميع الأقوال والأفعال صافية نقية من الشرك والريا والسمعة والخيلاء والمباهاة . قال تعالى : : وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ، وقال تعالى : قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له .

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمِعت رسولَ الله يقول: (إنما الأعمالُ بالنيات، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرتُه إلى الله ورسوله، ومن كانت هِجرتُه لدنيا يصيبُها أو امرأةٍ ينكِحها فهِجرته إلى ما هاجَر إليه) رواه البخاري ومسلم

فكلّ عملٍ لم يقصَد به وجه الله جهد ضائع وسراب خادع ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله قال الله تعالى: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري، تركته وشركه) رواه مسلم.

وحبوط العمل وبطلانه نصيب كل من لم يخلص لله تعالى فيه قال تعالى: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُون أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [هود:15، 16]. نعوذ بالله من الخذلان ..

الوصية الثانية : اتباع سنة النبي

يجب على كل مسلم أن يقتدي بالنبي ويتأسى به ، قال جل في علاه : "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ..." وقد أمرنا عليه الصلاة والسلام بلزوم سنته والتمسك بها حيث قال :" انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فان كل بدعة ضلالة" رواه أبو داود والترمذي .

وبين عليه الصلاة والسلام أن من عمل عملا أو أحدث حدثا في الدين ليس عليه أمر رسول الله فهو مردود عليه حيث قال عليه الصلاة والسلام :" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" وفي رواية لمسلم :"من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" فكل عمل لا يكون عليه أمر الله ورسوله فهو مردود على عامله وكل من أحدث في الدين ما لم يأذن به الله ورسوله فليس من الدين في شيء ولو كان صاحبه حسن النية سليم القصد .

فــ" خير هدي ينتهجه المفلحون وخير طريق يسلكه الصالحون هو هدي رسول الله والطريق الذي رسمه للأمة في كل اتجاه ، فلا هدي أحسن من هديه ولا طريق أقوم من طريقه "

الوصية الثالثة : احتساب الأجر من الله تعالى

وذلك بأن يبتغي بعمله وجه الله تعالى والأجر والثواب منه سبحانه وبحمده ، فلا يعمل عملا أو يقول قولا ، وهو يريد من الناس ثناء أو مدحا ، بل لا يريد منهم جزاء ولا شكور .. وإنما يبتغي الأجر من الله تعالى .. كما قال هود عليه السلام لقومه : " يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ " وكما قال نوح عليه السلام لقومه :" وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالا إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى الله " وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله قال له :" وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في في امرأتك " رواه البخاري ومسلم .
وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال كان رجل من الأنصار لا أعلم أحدا أبعد من المسجد منه كانت لا تخطئه صلاة فقيل له لو اشتريت حمارا تركبه في الظلماء وفي الرمضاء فقال ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي فقال رسول الله " : قد جمع الله لك ذلك كله" رواه مسلم .

الوصية الرابعة : استشعار الثواب الجزيل على العمل الذي تقوم به

وهذا دافع قوي للعمل والاستمرار فيه ، حيث أن معرفة الإنسان بأجر عمله يدفعه للمضي فيه واستسهال الصعاب التي تحول دونه . فالصحابة رضي الله عنهم لما عرفوا فضل الجهاد في سبيل الله ، قطعت رؤوسهم في سبيل الله .. والعلماء لما عرفوا منزلة العلم أسهروا ليلهم في طلبه .. والدعاة لما عرفوا فضل الدعوة إلى الله تعالى ضحوا بكل غالٍ ونفيس في سبيلها ..
فانظر كم لك من الأجر العظيم والثواب الجزيل عندما تدل غيرك على خير .. قال عليه الصلاة والسلام : " من دل على خير فله مثل أجر فاعله" رواه مسلم .

وقال أيضا : " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا" رواه مسلم .

وقد تعمل عملا يكون سنة حسنة لك أجرها وأجر من عمل بها من بعدك ، قال عليه الصلاة والسلام : " من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزورها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء" رواه مسلم

الوصية الخامسة : الصبر

الصبر خلق فاضل من أخلاق النفس يُمتنعُ به من فعل ما لا يَحسُنُ ولا يَجملُ . وهو سيد الأخلاق، وبه ترتبط مقامات الدين، فما من خلق فاضل إلا ويمر بقنطرة من الصبر ، ولا بد للنفس من هذا الخلق .. لأن " النفس مطية العبد التي يسير عليها إلى الجنة أو النار ، والصبر لها بمنزلة الخِطام والزمام للمطية ، فإن لم يكن للمطية خطام ولا زمام شردت في كل مذهب" .

وقد أمر الله عز وجل به نبيه عليه الصلاة والسلام حيث قال : " واصبر وما صبرك إلا بالله" كما حث المؤمنين على الصبر فقال سبحانه وبحمده " يا أيها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون" وقال جل في علاه " إنه من يتقِ ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين".
وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي أنه قال : " ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغنِ يغنه الله ، ومن يتصبر يصبره الله ، وما أُعطي أحد عطاءً خيرا أوسعَ من الصبر"
وروى مسلم عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله قال "والصبر ضياء" قال النووي رحمه الله: (والمراد أن الصبر محمود، ولا يزال صاحبه مستضيئا مهتديا مستمرا على الصواب)

الوصية السادسة : طلب العلم

العلم هو النور في الظلمات وهو الدليل في المتاهات وهو الكاشف للشبهات وهو المميز بين الحق والباطل وهو الهادي لسبل الرشاد وهو الموصل إلى معرفة الله تعالى ومعرفة دينه ومعرفة رسوله عليه الصلاة والسلام ..
قال تعالى " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " قال الشيخ السعدي رحمه الله (يعلمون ربهم ، ويعلمون دينه الشرعي ودينه الجزائي ، وما له في ذلك من الأسرار والحكم "والذين لا يعلمون" شيئا من ذلك ؟ لا يستوي هؤلاء وهؤلاء، كما لا يستوي الليل والنهار، والضياء والظلام، والماء والنار) .. قال عليه الصلاة والسلام : " فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر"

ولذلك ما ضل عن الحق من ضل إلا بسبب جهله .. وما وقعت البدع والخرافات إلا بسبب الجهل .. وما ضيعت الحقوق وأتلفت الأموال والأنفس إلا بسبب الجهل .

قال الإمام أحمد رحمه الله : " الناس أحوج إلى العلم منهم إلى الطعام والشراب لأن الطعام والشراب يحتاج إليه في اليوم مرتين أو ثلاثا ، والعلم يحتاج إليه في كل وقت"

والمقصود بالعلم : العلم بكتاب الله تعالى وسنة رسوله وما يعين على فهمهما من علوم الآلة كاللغة والأصول ومصطلح الحديث ونحو ذلك ..

فاحرص أخي على أن تطلب العلم الشرعي حتى تكون على بينة من أمرك .. تعرف كيف تعبد الله تعالى ، وكيف تدعو إليه ، وحتى تميز بين الحق والباطل .. واليوم سهل طريق العلم والحصول عليه .. فدروس العلماء ومحاضراتهم .. مليئة بها المواقع الإسلامية .. ما عليك إلا أن تدخل عليها وتنزل من تلك الدروس ما تحتاجه وتستمع إليه ..

رابط تسجيلات الشبكة الإسلامية :

الوصية السابعة : التثبت من الأخبار

يجب على الإنسان أن يتثبت من الأخبار التي يسمعها أو يقرأها ويتأكد من صحتها وعدم مخالفتها للشريعة وذلك قبل إشاعتها بين الناس ، أو نشرها في المواقع والمنتديات .. وقبل أن تعمل بها أو تبني عليها حكما من الأحكام .. لأنه ليس كل خبر تسمعه يكون صحيحا ، وليس كل من حدثك يكون حديثه صدقا ..

ولذلك جاء التوجيه الرباني بالتثبت من الأخبار والتبين من صدقها يقول سبحانه وبحمده : " يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصحبوا على ما فعلتم نادمين" .. لأن عدم صدق الخبر يترتب عليه مفاسد عظيمة ، وشرور جسيمة ، من إيغار الصدور وقيام العداوات ، وربما نشر الآباطيل والبدع والخرافات ..

قال سيد قطب رحمه الله : " التثبت من كل خبر ومن كل ظاهرة، ومن كل حركة قبل الحكم عليها، هو دعوة القرآن الكريم، ومنهج الإسلام الدقيق، ومتى استقام القلب والعقل على هذا النهج لم يبقَ مجال للوهم والخرافة في عالم العقيدة، ولم يبقَ مجال للظن والشبهة في عالم الحكم والقضاء والتعامل،
ولم يبقَ مجال للأحكام السطحية.."

وقال ابن الجوزي رحمه الله : " ما اعتمد أحد أمرا إذا همَّ بشيء مثل التثبت ، فإنه متى عمل بواقعة من غير تأمل للعواقب، كان الغالب عليه الندم" .

وقال الحسن البصري رحمه الله : " المؤمن وقاف حتى يتبين" .

فاحرص أخي الكريم على التثبت في كل أمورك والتأكد من صحة ما تسمع وتقرأ .. يسلم لك دينك .. وتسلم من الإثم .. خاصة في نقل بعض المقالات والقصص التي تكتب في المنتديات .. فإن كثيرا منها مليئة بالمخالفات الشرعية والمبالغات في الأوصاف ..

وأما فيما يتعلق بالأحاديث التي تروى عن النبي ، فاحرص أخي ألا تروي حديثا عن رسول الله حتى تتأكد من ثبوته وصحته .. بالرجوع للمختصين في ذلك أو المواقع المتخصصة كموقع الدرر السنية وموقع الشيخ الألباني رحمه الله .

الوصية الثامنة : الحذر من غلبة العواطف

إياك أن تكون عاطفيا أكثر من اللازم .. تتحكم العواطف في أحكامك وتعاملك مع الغير .. فإن كثيرا من الناس ، تؤثر فيه العواطف وتخرجه من العدل إلى الجور .. كالأب الذي يدافع عن ولده المخطيء بمجرد أنه ابنه وأنه نفى ما نسب إليه ..

فكثير من الناس ينساق وراء بعض الدعايات في المواقع والمنتديات أو عبر رسائل الجوال والبريد الإلكتروني .. مثلا : ساهم في نشر كتاب ... ساهم في إحياء نفس بعشرة ريالات .. ساهم نصرة نبيك بالتصويت في الموقع .. ساهم في الدفاع عن القرآن بالتصويت عبر موقع ..
ونحو ذلك من الدعايات .. وهي تأتي من جهات غير معروفة .. فلا تنخدع بها .. وتأخذ العاطفة الجياشة والحماس غير المنضبط بالسماهمة فيها .. فقد تساهم بمالك في نشر الفواحش والمنكرات .. وقد تصوت لصالح حزب أو شخصية تدعو لمحارب الإسلام والمسلمين ..
فإذا جاءت رسالة من هذا القبيل فعجل بمسحها .. إلا إذا كانت من جهة معروفة لديك 100% ..

كذلك البعض بمجرد أن يقرأ قصة مؤثرة .. يصدقها وينشرها ويقيم الدنيا من أجلها وربما تكون مكذوبة .. صيغة بطريقة تستثير العواطف .. وما أكثرها .. وما انتشرت البدع والشركيات والخرافات إلا عن طريق تلك القصص التي تستثير العواطف نحوها ..

والواجب على الإنسان ، أن يتحكم في مشاعره وعواطفه ويضبطها بضابط الشريعة .. فلا يحكم على شيء ولا يصدقه ولا ينشره ولا يعمل به إلا بعد التثبت من صحته وعرضه على الشرع والعقل .. فما وافق الشرع عمل به وما خالفه تُرك .

الوصية التاسعة : ليس كل ما يعلم يقال

نعم ليس كل ما تعرفه تذيعه وتنشره بين الناس .. " ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة" وكما قال علي رضي الله عنه : " حدثوا الناس بما يعرفون أتريدون أن يكذب الله ورسوله" ..
هناك أمور لا ينبغي تنشرها بين عامة الناس .. كالفتن التي حصلت بين الصحابة رضي الله عنه .. فإنه لا يجوز نشرها وتحديث الناس بها .. كما قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله .

الوصية العاشرة : الحذر من تعميم الأحكام

وهذا أمر في غاية الأهمية .. وهو تعميم الأحكام .. مثلا : كل الناس يفعلون هذا .. وما فعله إلا قليل .. الناس اليوم ما يخافون الله (استغفر الله) كل الناس .. مصيبة .. الشعب الفلاني كلهم حرامية (سراق) ... أصحاب المستشفيات مجرمون .. والأمثلة كثيرة ..

وهذا أمر لا يجوز شرعا .. لأنه كما قال تعالى "ولا تزر وازرة وزر أخرى" يقول الشيخ محمد محمد مختار الشنقيطي في كلام معناه يأتي شخص ويقول القبيلة الفلانية عليهم لعنة الله .. فيأتون يوم القيامة كلهم يطالبونه بحقهم .. والله مصيبة عظيمة .. كيف يوفيهم حقهم يوم القيامة .. وكيف لو كانوا شعبا بأكمله .. أو الناس كلهم .. يا رب سلم سلم ..
فيا أخواني ويا أخواتي الحذر الحذر من تعميم الأحكام .. فإن ذلك ظلم وجور وأثم عظيم .. نسأل الله العافية والسلامة ..

هذه بعض الوصايا التي أحببت أن أذكر بها نفسي وإخواني وأخواتي في الله ، فما كان فيها من حق وصواب فمن الله تعالى .. وما كان غير ذلك فمن جهلي وتقصيري .. واستغفر الله وأتوب إليه .. " وما أردت إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب " .

موضوع: رد: وصايا مهمة الجمعة أبريل 29, 2011 11:47 am

اللهم صلي على سيدنا محمد
بارك الله فيك
جعله الله في ميزان حسناتك

» نصائح مهمة إليك‏
» أسئلة مهمة تخصك أنت يا أختي
» وصايا قمة الروعة من طفل لأمه
» اسئلة للاعضاء الكرام مهمة ارجو الرد
» وصايا " ذهبية " للتعامل مع الاطفال :