عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من يأخذ عني هذه الكلمات فيعمل بهن أويعلم من يعمل بهن ؟)) فقال أبوهريرة : قلت : أنا يارسول الله .. فأخذ بيده فعد خمسا فقال : (( اتق المحارم تكن أعبد الناس ، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ، وأحسن الى جارك تكن مؤمنا ، وأحب للناس ماتحب لنفسك تكن مسلما ، ولا تكثر الضحك فان كثرة الضحك تميت القلب )) .
(رواه الترمذي )
فيل أخا الاسلام ..
هلا عملنا جميعا بهذه الدروس والعبر المحمدية التي ان كنت من أهلها كنت من أولى الألباب وكنت من الذين : ( رضى الله عنهم ورضوا عنه ) المائدة 119 . فهذا ابوهريرة رضي الله عنه فاز وسعد عندما وضع يده في يد المصطفى صلوات الله وسلامه عليه يزوده بهذه النصائح الغالية التي تشد من أجلها الرحال ، وتنفق في سبيلها الأموال ، وتقطع في طلبها آلاف الأميال .
فأنت ياعبد الله باستطاعتك كذلك أن تتصور نفسك وقد تشرفت بوضع يدك في يد الحبيب صلوات الله وسلامه عليه وهو يوصيك بقوله : (( اتق الله المحارم تكن أعبد الناس )) :
ولن تكون عبدا حقيقيا لله تعالى الا اذا اجتنبت محارمه .. وهي المعاصي والمنهيات ، وجميع أنواع المحرمات ، والا كنت من العصاة المذنبين .
عن جابر رضي الله أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثة أيام يقول : (( لايموتن أحدكم الا وهو يحسن الظن بالله عزوجل )) .
(رواه مسلم وأبو داود ) .
أخي الحبيب ..
انتفع بهذه الوصية العظيمة التي زود المصطفى صلى الله عليه وسلم كل فرد من أمته بها قبل انتقاله الى جوار ربه بثلاثة أيام كما يقول جابر بن عبدالله راوي هذا الحديث . واذا كان الرسول صلى الله عليه يوصينا بأن لانفارق الدنيا الا ونحن نحسن الظن بربنا عزوجل ، والذي يقول كما ورد في الحديث القدسي : (( أنا عند ظن عبدي بي ...... )) 1 _ رواه البخاري ومسلم .
وبعد وقوفك على هذا وحرصك على تحقيق وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمع قول القائل :
يارب ان عظمت ذنوبي كثرة فلقد علمت بأن عفوك أعظم
ان كان لا يرجوك الا محسن فمن الذي يدعو ويرجو المجرم
أدعوك ربي كما أمرت تضرعا فلئن رددت يدي فمن ذا يرحم
مالي اليك وسيلة الا الرجا وجميل عفوك ثم أني مسلم
اللهم أمتنا ميتة حسنة واجعلنا محسني الظن فيك يا رب العالمين
من كتاب دروس وعبر من كلام سيد البشر صلى الله عليه وسلم
تأليف أبو عمر عبد العزيز الدوسري