صدق مع الله ومع النفس, واستمعي معي الي قول الله تبارك وتعالي لأن القرآن انما هو كلام الله عز وجل, فمن أراد أن يكلمه الله عز وجل فليقرأ القرآن الكريم, فاني سمعت الله عز وجل يقول {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا} (57) سورة الكهف ويقول الله عز وجل {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ} (20) سورة لقمان.
ويقول الله عز وجل {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ} (3) سورة الحـج
أيتها الأخت المسلمة:
لقد عاهدت الله عز وجل أن لا أخدعك بباطل, ولا أزيف لك الحقيقة أمام عينيك وبين يديك صافية صفاء السماء, نقية نقاء الماء, لا كدر فيها ولا شبهات, حتي وان كانت هذه الحقيقة مرة مؤلمة لأنه لا يجب علينا أن نتغاضي عنها وتتركها ليستفحل خطرها
ويشتد ضررها بل يجب أن نواجهها بصدق وثبات وايمان وصبر حتي نخرج بزاد ينير لنا الطريق - بزاد يحول بينك وبين الوقوع في أحبال الدنيا وأهوائها وينجيك من شر همسات الصديقات والقريبات التي ترجعك الي الوراء مع الشيطان والأهواء-أيتها الأخت, فلتعلمي أن نعيم الدنيا غرض زائل, وأن سكر الدنيا مهما كان لذيذا يوشك أن ينتهي, وتذهل عقلك ساعة يقظة وانتباه وان هذه الساعة ان شار الله لقريبة منك. فهيا أقبلي علي ربك استمعي الي كلام الصدق والحق واتركي هؤلاء جميعاً لأن الجميع يريد خداعك ويريد أن يزيف لك الحقيقة بأن يجعل لك الحرام حلالاً والحلال حراماً. ولكن شرع الله سفينة النجاه في وسط هذه الفتن وهذه الامواج المتلاطمة في جانبي محيط مدمر من الفتن والشهوات.
لا تنخدعي أيتها الأخت المسلمة بالأكاذيب والأباطيل ولا تجادلي بالباطل, لتدحضى به الحق, فان الحلال بين و الحرام بين والباطل في حساب الزمن لحظات. أما الحق فباق بقاء الأرض والسموات.
ان هذا التقليد الأعمي للفاجرات من الشيوعيات واليهوديات من كشف للرءوس والرقاب والصدور والأيدي والأرجل واظهار الزينة حرام وكبيرة في حق الله جل وعلا.
ولما علم الله عز وجل بخطورة هذا التبرج ( كما أسلفنا) أمرنا بالحجاب صونا لك أولا ثم صوناً لكرامة هذا المجتمع المسلم. فأمر الله بالحجاب من محاسن هذه الشريعى الغراء زفضائلها ونعمها لما يترتب عليه من الصيانه والعفاف والبعد عن الأدناس والرذائل والمعاصي.
وفي حديث سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال لفاطمه رضي الله عنها: ما خير للنساء؟ قالت: أن لا ترين للرجال ولا
يرونهن, فذكره للنبي صلي الله عليه وسلم فقال: (انما فاطمة بضعه مني).
بل وقد أمر الله عز وجل بعدم الاختلاط والتبذل والتبرج فقال: ( {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى } (33)
سورة الأحزاب قال ابن كثير أي الزمن بيوتكن فلا تخرجن لغير حاجة ,وقال تعالي وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ } (31) سورة النــور قالت الاخت الفاضلة في كتابها (التبرج): ان الله قد أنزل هذه الايه وهو يعلم أن من النساء من تختمر للزينة والفتنة, وتتجمل بالخمار لأنها تديره علي رأسها مائلا ذات اليمين أو ذات الشمال وتحليه ببعض الخليه, وبارسال خصلات من شعرها اللامع علي جبينها أو تجعله علي شكل تاج يزيد في جمال وجهها, وحتي يكون الخمار نفسه زينة للناظرين عكس ما أراد اللع عز وجل من جعله سائراً لزينتها وفتنتها وزعمت أنها أطاعت الله واختمرت كما أمر.
ألا فلتعلم هذه المخادعة ان الله عليم بما في نفسها من شهوه التجمل والتبرج, وأنه لا يخفي عليه ما في قلبها من الاحتيال والمخادعة, فرغبتها في أن تبدو جميله, وأن تحوز اعجاب من يراها ولو بالخمار, تبرج يمقته الله عز وجل, ومعصية يعاقب عليها ولذلك عقب قوله تعالي (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) قوله (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ) أي أن الخمار وحده لا يكفي مع التجميل والتزين, ثم تدبرن قوله تعالي{ وَلَا يَضْرِبْنَ ِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ } (31) سورة النــور ان الله تعالي ينهي عن استلفات النظر الي الزينة وان كانت مستورة. ثم تدبرن قوله تعالي {فلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} (32) سورة الأحزاب حتي التبرج في الصوت نهي الله عنه.
انني أسمي هذا النوع من الحجاب الذي ظهر اليوم في عصر التطور والتحرر حتي امتدت أيدي هذا التطور لتطوير شرائع الله وتعاليم دينة فغيرت أوامرة وطورتها بما يلائم روح العصر!! اسميه (( حجاب التبرج)).
أيتها المخدوعة أو المخادعة اتقي الله وراقبي ربك واعلمي بأنك ستقفين بين يديه وستقدمين للعرض عليه.
ما هذا الذي تلبسينة لتشوهي صورة من أبهي وأجمل صور الاسلام ألا وهي ( الحجاب الشرعي).
أتزعمين بهذا الذي تلبسينة وهذا الذي تخترعينة ( أتزعمين أنه الحجاب الشرعي) ألم يعجبك شروط الله في حجابه الشرعي فأردت أن تضيفي علي هذا الحجاب العتيق والقديم بعض اللمسات الفنية الجميلة بحيث يتفق ويتمشي مع روح هذا العصر الذي أصبح السائد فيه هو مذهب التبرج والسفور. فتصبحين أحسن حالاً من هؤلاء اللائي كشفن كلية عن صدورهن وزينتهن.
ولكنني أصارحك القول بأنك أشد فتنة من هذه المتبرجة العارية وأنت خادعة ومخدوعة وأنت في معصية الله عز وجل.
نحن نرفض تماماً مبدأ (الحلول الوسط) في أحكام الله وشرائع الله علي حد زعم هؤلاء الذين ينادون ويتشدقون بقولهم ( خير الأمور الوسط) ليس في أحكام الله الواضحة لصريحة التي أمرانا الله بها وحذرنا من البعد عنها وعدم الامتثال والالتزام بها.
شرح الله صدرك بالحجاب. اذن فلابد أن يكون هذا الحجاب بمواصفاتة الشرعية والتي سنذكرها في الفصل المقبل بمشيئة الله عز وجل.
أما أن تتفنني في هذا الذي تسمينه حجاباً فهذا خداع وتزييف لا أصل لهما في دين الله جل وعلا.
يا أختاه!!
اياك أن تظني أن الله لا يعلم السر وأخفي! أو لا يعلم بما يدور في خلجات نفسك!!كلا.. فان الله عز وجل يقول وقوله الحق والصدق {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} (16) سورة ق.
فاسألي نفسك أيتها المسلمة بصدق, ما هو الدافع الحقيقي وراء لبس هذا الحجاب المتبرج. هل تريدين طاعة الله عز وجل وتنفيذ وامرة, أم تريدين أن تهربي من العري الفاضح الي العري المستور؟! اذا كنت تريدين أمر الله وشرع الله فالحجاب الشرعي له شروط وله مواصفات.
أما هذا الحجاب المتبرج بمواصفاته التي نراها فليست من دين الله عز وجل. فالهدف كله من عدم التبرج في دين الله هو ابطال
العري وتعيين العورات للرجال والنساء.
فلا يوجد دين أو تشريع علي ظهر هذه الأرض, قد شدد علي الستر وعدم العرى. كدين محمد صلي الله عليه وسلم. فسبحان الله حتي في لحظات المعاشرة بين الزوج وزوجته يقول النبي صلي الله عليه وسلم (إذا أتي أحدكم أهله فليستتر, ولا يتجرد تجرد العيرين)رواه ابن ماجه.
ربما قلت ان هذا التحذير من الله ما هو الا للعاريات المتبرجات ولكن الحقيقة أيتها الأخت المسلمة, أن هذا (الحجاب العصري) بمواصفاته انما هو أشد فتنة من التبرج والعري.
لأنك في الحقيقة (كاسية عارية) ولقد حذر النبي من هذا الثوب الكاسي العاري بأن أصحابه من أهل النار.
فعن أبي هريره رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم( صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضريون بها الناس, ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات, رءوسهن كأسنمة البخت المائلة, لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وان ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا) وفي رواية أخري(وان ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام)رواه الامام مسلم.
ومعني قوله علية الصلاة والسلام, كاسيات عاريات أي كاسيات في الصورة والمظهر ولكن الحقيقة انهن عاريات لأن هذا الثوب
لا يخفي عورة, بل يظهرها في شكل ملفت للأنظار مثير للفتن والشهوات والغرض من الثوب أو اللباس هو الستر فاذا لم يكن الثوب ساتراً للعورات فصاحبيتة عارية وحتي تتضح الصورة فاليك أوصاف هذا (الحجاب العصري) ثم توضيح الخطأ والصواب والحق والباطل في هذا الحجاب.