منهجية البحث العلمي

منهج البحث العلمي:
يمثل كتابة بحث علمي مرحلة جد مهمة في حياة الطالب ،ذلك أنه بهذه الخطوة يدخل طورا جديدا في حياته من حيث كونه بدأ يحس و يشعر أنه أصبح منتجا بعد سنوات من الإستهلاك العلمي و الثقافي في شتى ميادين المعرفة.
1)دوافع البحث العلمي:
أ- التطوير:
قد يكون للباحث اهتمامات و احتكاك بالمكتبة و الكتب فيشعر أنه أصبح متخصصا في زاوية معينة من العلوم، و من داخل هذا التخصص يمكن أن يتقن بعض فصوله فتتولد لديه القدرة على تطوير جانب من جوانب هذا الفصل ،و الإبداع فيه و تلخيصه و عرضه على القراء بأسلوب جديد و سهل.
ب- الإكتشاف:
قد يشعر الباحث أن بابا من أبواب تخصص في علم ما صعب عليه و يشق عليه فهمه و استيعابه، فيكون الدافع الأساس للبحث هوفتح ما أغلق عليه و الإطلاع أكثر على دروب و تفاصيل و اكتشافها.
2)المقدمات الأساسية للبحث العلمي:
إن البحث العلمي صنعة تحتاج دائما إلى الإتقان و الجودة،و إلا لظلت دون المستوى المطلوب،هذا مع العلم أنه بمجرد صدور بحث من البحوث إلا و يتعرض في غالب الأحيان لسلسلة من النقد والتصويب وإن كان البحث على درجة محترمة من الدقة و الإتقان لذلك لابد من أمور أساسية في هذا المجال.

أ-المطالعة:
المطالعة و القراءة و المتابعة العلمية واجب على كل طالب سواء تصدى للبحث و التأليف أو لم يفعل ،لأن القرأة و المطالع هي رأسمال المعلم والمتعلم و على من يشتغل بالبحث خاصة الإدمان المطالعة فبها تفتح المجال للتبحر و الإطلاع على الحقول المعرفية المتنوعة،فمن خلال المطالعة يتمكن الطالب الباحث من امتلاك رصيد معرفي يؤهله أن يكون شخصية مثقفة مبنية على أسس علمية.
ب- المكتبة:
الإدمان على القراءة و المطالعة فلا يمكن القراء فقط من الإطلاع على أنواع العلوم و المعارف بل يمكن من توسيع المدارك، في الإطلاع على أكبر عدد ممكن من العناوين و العلوم و المعارف و التخصصات المختلفة و معرفة عدد من الكتب و مؤلفوها، و هذا من أهم مفاتيح البحث العلمي إذ بدون معرفة أكبر عدد ممكن من المصادر تقلل من فرص معرفة التخصصات و حقول البحث العلمي.
3)أهم خطوات البحث العلمي:
للطالب شعور مفعم بالحيوية عند إقراره بكتابة بحث، حيث يرى فيه ثمرة تحصيله العلمي ،و لكي يكون هذا المجهود ناضجا و كاملا و ممنهجا المنهج العلمي الصحيح ،يشار إليه بلإبهام و يزيد من قيمته ومن عدد قرائه.
أ-الخطوة الأولى:تحديد موضوع البحث.
قبل تحديد الموضوع الذي يريد الطالب تناوله أو معالجته، لابد من التذكير بأنه الآن بدأ يوظف إمكاناته و مؤهلاته التي سبقت الإشارة إليه سابقا و هي المطالعة و المكتبة.
إن توظيف هذه الإمكانات يتمثل بداية في قدرة الطالب على تحديد موضوع بحثه ،و من المهم الإشارة هنا أن أصعب ما يواجه الطالب هو اختيار الموضوع بدقة فكثيرا ما يلجأ الطالب إلى أصدقائه و أساتذته ليقترحوا عليه موضوعا،و في هذا كثير من التلميح إلى عجز الطالب غير المتابع و الذي لا يهتم بالمطالعة و القراءة و لا يعرف المكتبة العلمية.
ب)الخطوة الثانية:تحديد المصادر و المراجع.
بعد تحديد الموضوع يدخل الطالب مرحلة جديدة يوظف فيها مؤهلاته، حيث يبدأ في تجميع المصادر ثم المراجع المتعلقة بالموضوع.
و يخطىء من يظن أن المصادر و المراجع هي فقط كل ما يرتبط بالمقروء او المكتوب ،إذ هناك مكون هام و هام جدا كثيرا ما يتجاهله الطلبة بالخصوص و الباحثون ،عموما و يتعلق الأمر بالعلماء و الأساتذة ،و الإستفادة من محاضرة ملقاة أو ندوة علمية نو كذا زيارتك لمراكز و أماكن تستفيد منها و استماعك لتجارب الناس و الحوداث الواقعة ،و كذلك استماعك لبرنامج أو من الانترنيت ...(من مصادر موثوق بها)و الأمانة العلمية مهمة جدا ،و أؤكد عليها فأي معلومة في البحث إلا و لابد من ذكر المصدر الذي أخذت منه و هذا من آداب الطالب في حياته العلمية.
ج)الخطوة الثالثة:القراءة الجديدة.
إذا حددت المصادر بدقة،يبدأ الطالب في قراءة ما تجمع لديه من مصادر و مراجع مرتبطة بالموضوع ،هذه القراءة و المطالعة تختلف عن قراءته العادية، إذ هي بهدف محدد يتمثل في تتبع و دراسة الموضوع الذي حدده لنفسه فهي قراءة أكثر عمقا.
د)الخطوة الرابعة:الجذاذات.
إن دراسة المصادر و المراجع التي بين يدي الطالب ينبغي أن تكون مقرونة بالكتابة،أي تدوين كل فكرة و نقل نصوص من الكتاب على جذاذات أو يختصر و يتصرف في بعض الأفكار دائما مع الإشارة في الإحالة إلى المصدر ثم كتابة –بتصرف- بمعنى انك نقلت النص من المصدر الفلاني وأنت تصرفت فيه إما بكتابته بأسلوب سهل أو مختصر ...
ثم يعمد الطالب إلى ترتيب الجذاذات و تبويبها مع وضع عنوان مناسب لها و ترقيمها .
ه)الخطوة الخامسة:التصميم.
توظيف البطائق و الجذاذات المرقمة و المعنونة ،يكون له دور حاسم في الخطوة الحالية،ذلك أنه على أساسها يخطط الطالب لبحثه فيضع له تصميما و خطة مناسبة و منبثقة مما تجمع لديه من مادة علمية،فيحدد أبواب البحث الكبرى و التي تنتظم تحتها فصول و قد تحتوى هي الأخرى على مباحث بهذا الشكل الممثل فيما يلي:
*الباب الأول:
*الفصل الأول :فيه ثلاثة مباحث
*المبحث الأول :وفيه مطلبان
-المطلب الأول: تعريف...لغة.
-المطلب الثاني :تعريف...اصطلاحا.
و)الخطوة السادسة:التحرير(المسودة).
يبدأ الطالب في هذه المرحلة في كتابة بحثه معتمدا على التصميم الذي هيأه،وفي هذه الخطوة الطالب ملزم بإبراز كل إمكاناته العلمية و الفنية: من أسلوب دقيق مناسب و ترتيب المعلومات حسب السياق و لغة سليمة خالية من الشوائب و احترام الإشارات من فاصلة و نقطة...
ي)إنهاء البحث.
بعد الإنتهاء من المسودة و مراجعتها و تصحيحها يعمد الطالب إلى المراحل الأخيرة في البحث ،و التي تتمثل في حصر اللائحة النهائية المصادر و المراجع مرتبة و مبوبة على أحرف الهجاء، ثم يتفرع بعد إلى كتابة آخر ما يكتب في البحوث هو المقدمة و الخاتمة .
في المقدمة: يعرض فيها الطالب مثلا أسباب اختياره للموضوع و المشاكل التي اعترضته و قد يذكر منهجه في البحث و الخطوات التي صار عليها ثم يعرض بشكل عام أهم فقرات بحثه.
وفي الخاتمة:
غالبا ما تكون عبارة عن النتائج التي توصل إليها الطالب في بحثه
4-تقنيات ضرورية:
الإحالة:
لابد من الحرص في البحث على توثيق المعلومات بشكل دقيق، ذلك أن لب البحث العلمي هو الأمانة العلمية و يمكن أن يحيل الطالب على اسم الكتاب، مؤلفه ،المحقق،دار النشر،الطبعة،تاريخها،الجزء ثم الصفحة(هذه الطريقة الجديدة في كتابة الإحالات).
أو يكتفي الطالب بكتابة اسم الكتاب و مؤلفه و الجزء و الصفحة(هذه طريقة قديمة)و كلا الطريقتين صحيحتين، أما بالنسبة للقرآن في الإحالة تذكر السورة و رقم الآية و في الحديث نخرجه مثلا نقول حديث صحيح أخرجه الشيخان أو للتوضيح أكثر نقول مثلا أخرجه مسلم في الصحيح.كتاب كذا.باب كذا.ورقم الحديث.
المصادر و المراجع:
الفهارس:
و يشمل فهارس متنوعة فهرس الآيات،الأحاديث النبوية،الأعلام،الأماكن و البلدان و قد يتضمن فهرس للمصطلحات العلمية...


راجية من الله تعالى التوفيق و السداد و أن أكون عند ظن الجميع و أني قد حاولت قد المستطاع إفادة إخواني و أخواتي منهم الطلبة و الباحثين و العامة من تجربتي البسيطة وجمعا ما أمكنني جمعه من المحاضرات الملقاة في الجامعة.
و السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته.
جمعا و اعدادا:الفقيرة إلى الله تعالى خديجة السباعي.

آسقة على الخطأ في العنوان الصحيح منهجية البحث العلمي
خانني القلم فقط و شكرا