رايحة بشوق لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللّه
الدولة : المدينة : بين يدي الرحمن و][ . الجنس : المهنة : المزاج : الحمد لله على كل حال العمل/الترفيه : كل همي رضى ربي عدد الرسائل : 602 عدد النقاط : 1134 السٌّمعَة : 16 الموقع : www.umm-aya.net.tc تاريخ التسجيل : 19/09/2009
| موضوع: الرحيـــــل .. الجمعة أكتوبر 02, 2009 1:43 pm | |
| الرحيـــــل .. بدت أختي شاحبةالوجه نحيلة الجسم.. لكنها كعادتها تقـــــرأ القرآن الكريم .. تبحث عنهاتجدها في مصلاها راكعة ساجـــد رافعة يديها إلى السماء .. هكذا في الصباحوفي المساء وفـي جوف الليل لا تفتر ولا تمل .. كنت أحرص على قراءةالمجلات الفنية والكتب ذات الطابع القصصي .. أشاهد الفيديو بكثرة لدرجة أنيعُرفت به.. ومـن أكثر من شيء عُرف به.. لا أؤدي واجباتي كاملة , ولســـــت منضبطة في صلواتي .. بعد أن أغلقت جهاز الفيديو وقد شاهدت أفلاماًمنوعـــــــة لمدة ثلاث ساعات متواصلة.. ها هو ذا الأذان يرتفع مـــــــنالمسجد المجاور .. عدت إلى فراشي . تناديني من مصلاها .. قلت نعم ماذاتريدين يا نورة ؟ قالت لي بنبرة حادة : لا تنامي قبل أن تصلي الفجر .. أوه.. بقي ساعة على صلاة الفجر وما سمعته كان الأذن الأول بنبرتهاالحنونة ــ هكذا هي حتى قبل أن يصيبها المـــــــــرض الخبيث وتسقط طريحةالفراش ــ نادتني : تعالي يا هناء إلــى جانبي .. لا أستطيع إطلاقاً ردّطلبها ..تشعر بصفائها وصدقها نعم ماذا تريدين ؟ أجلسي .. ها قد جلست ماذاتريدين ؟ بصوت عذب {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركــــم يومالقيامة }. سكتت برهة .. ثم سألتني: ألم تؤمني بالموت ؟.. بلى مؤمنةألم تؤمني بأنك ستحاسبين على كل صغيرة وكبيرة ؟ بلى .. لكن الله غفوررحيم .. والعمر طويل .. يا أختي ألا تخافين من الموت وبغتته ؟ انظري هنداً أصغر منكِ وتوفيت في حادث سيارة .. وفلانـــــة وفلانة .. الموت لا يعرف العمر وليس مقياساً له .. أجبتها بصوت خائف حيث مصلاهاالمظلم .. إنني أخاف من الظلام وأخفتيني من الموت .. كيف أنام الآن؟ كنت أظن أنكِ وافقتي على السفر معنا هذه الإجازة . فجأة .. تحشرجصوتها وأهتز قلبي .. لعلي هذه السنة أسافر سفراً بعيداً.إلى مكانآخر..ربما يا هناء الأعمار بيد الله .. وانفجرتُ بالبكاء.. تفكرت فيمرضها الخبيث وأن الأطباء أخبروا أبي ســــراً أن المرض ربما لن يمهلهاطويلاً .. ولكن من أخبرها بذلك .. أم أنها تتوقع هذا الشيء ؟ ما لك بماتفكرين ؟ جاءني صوتها القوي هذه المرة .. هل تعتقدين أني أقول هذا لأنيمريضة ؟ كلا .. ربما أكون أطول عمراً من الأصحاء .. وأنت إلى متى ستعيشين ؟ربـــما عشرين سنة .. ربما أربعين .. ثم ماذا ؟ لمعت يدها في الظلاموهزتها بقوة..لا فرق بيننا, كلنا سنرحل وسنغادر هذه الدنيا إما إلى الجنةأو إلى النار .. تصبحين على خير هرولتُ مسرعة وصوتها يطرق أذنــــــــيهداك الله .. لا تنسي الصلاة .. وفي الثامنة صباحاً أسمع طرقاً علىالباب .. هذا ليس موعد استيقاظي .. بكاء .. وأصوات .. ماذا جرى ؟ لقدتردت حالة نورة وذهب بها أبي إلى المستشفى .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. لا سفر هذه السنة , مكتوب عليّ البقاء هذه السنة في بيتنا .. بعد انتظار طويل .. بعد الواحدة ظهراً هاتفنا أبي من المستشفى .. تستطيعون زيارتها الآن .. هيا بسرعة.. أخبرتني أمي أن حديث أبي غيرمطمئن وأن صوته متغير .. ركبنا في السيارة .. أمي بجواري تدعو لها ..إنها بنت صالحة ومطيعة .. لم أرها تضيّع وقتاً أبداً .. دخلنا منالباب الخارجي للمستشفى وصعدنا درجات السلـــــم بسرعة . قالت الممرضة : إنها في غرفة العناية المركــــــــزة وسآخذكم إليها , إنها بنت طيّبةوطمأنت أمي إنها في تحســن بعد الغيبوبة التي حصلت لها .. ممنــــــوعالدخول لأكثر من شخص واحد . هذه غرفة العناية المركزة . وسط زحامالأطباء وعبر النافذة الصغيرة التي في باب الغرفة أرى عيني أختي نورة تنظرإليّ وأمي واقفة بجوارها , بعـــد دقيقتين خرجت أمي التي لم تستطع إخفاءدمعتها . سمحوا لي بالدخول والسلام عليها بشرط أن لا أتحدّث معهاكثيراً . كيف حالك يا نورة ؟ لقد كنتِ بخير البارحة.. ماذا جرى لك ؟ أجابتني بعد أن ضغطت على يدي : وأن الآن والحمد لله بخير كنتُ جالسةعلى حافة السرير ولامست ساقها فأبعدته عنـــي قلت آسفة إذا ضايقتكِ .. قالت : كلا ولكني تفكرت في قول الله تعالى : { والتفت الساق بالساق * إلىربك يومئذ المساق } عليك يا هناء بالدعاء لي فربما أستقبل عن ما قريبأول أيام الآخرة .. سفري بعيد وزادي قليل . سقطت دمعة من عيني بعد أنسمعت ما قالت وبكيت .. لم أنتبه أين أنا .. استمرت عيناي في البكاء .. أصبح أبي خائفاً عليّ أكثر من نورة .. لم يتعودوا هذا البكاء والانطواء فيغرفتي .. مع غروب شمس ذلك اليوم الحزين .. ساد صمت طويل في بيتنا .. دخلت عليّه ابنة خالتي .. ابنة عمتي أحداث سريعة.. كثر القادمون .. اختلطت الأصوات .. شيء واحد عرفته ......... نــــــــــــورةمـــــــــاتت . لم أعد أميز من جاء .. ولا أعرف ماذا قالوا .. ياالله .. أين أنا ؟ وماذا يجري ؟ عجزت حتى عن البكاء .. تذكرت منقاسمتني رحم أمي , فنحن توأمان .. تذكرت من شاركتني همومي .. تذكرت مننفّـست عني كربتي .. مـــن دعت لي بالهداية .. من ذرفت دموعها لياليطويلة وهي تحدّثني عن الموت والحساب .. الله المستعان .. هذه أول ليلةلها في قبرها .. اللهم ارحمهـا ونور لها قبرها .. هذا هو مصلاها .. وهذا هومصحفها .. وهذه سجادتها .. وهذا .. وهذا .. بل هذا هو فستانهاالوردي الذي قالت لي سأخبئه لزواجي.. تذكرتها وبكيت على أيامي الضائعة .. بكيت بكاءً متواصلاً ودعوت الله أن يتوب علي ويعفو عنّي .. دعوت الله أنيثبّتها في قبرها كما كانت تحب أن تدعو. م.ق | |
|
أم عبد الرحمن لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللّه
الدولة : الجنس : عدد الرسائل : 1116 عدد النقاط : 1001160 السٌّمعَة : 53 الموقع : www.okhtah.net.tc تاريخ التسجيل : 21/09/2009
| موضوع: رد: الرحيـــــل .. السبت أكتوبر 03, 2009 3:01 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه سلم بارك الله فيك اختي القصة مؤثرة لكن في نفس الوقت هي عبرة لكل فتاة نسأل الله ان يرزقنا حسن الخاتمة جزاك الله خيرا والسلام عليكم | |
|