لماذا لا تجوز الصلاة إلا باللغة العربية على عكس بقية الديانات؟
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 4211 )
س: هل تجوز الصلاة بلغة غير العربية؟
ج: لا تجوز الصلاة بغير اللغة العربية مع القدرة عليها، فيلزم المسلم أن يتعلم باللغة العربية من الدين ما لا يسعه جهله ومنه تعلم سورة الفاتحة والتشهد والتسميع والتحميد والتسبيح في الركوع والسجود، ورب اغفر لي بين السجدتين والتسليم.
أما العاجز عن اللغة العربية فعليه أن يأتي بما ذكر بلغته إلا الفاتحة فإنها لا تصح قراءتها بغير العربية وهكذا غيرها من القرآن وعليه أن يأتي بمكانها بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير لحديث عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: ( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني لا أستطيع أن آخذ من القرآن شيئا فعلمني ما يجزئني منه فقال: قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله، والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ) الحديث رواه أحمد وأبو داود والنسائي وصححه ابن حبان والدارقطني والحاكم ، ولقول الله سبحانه وتعالى: ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ) إلى أن يتعلم اللغة العربية، وعليه أن يبادر بذلك.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تصح صلاة الأعجمي إذا قرأ الفاتحة بلغته مهما كانت ؟
من فضلك أريد أقوال أهل العلم من الفقهاء في هذه المسائل
جزاك الله خيراً
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيراً .
قال الإمام الشافعي رحمه الله :
وأُحِبّ أن لا يَتقدَّم أحدٌ حتى يكون حافظاً لما يقرأ ، فصيحاً به ، وأكْرَه إمامة من يَلحن ، لأنه قد يُحِيل باللحن المعنى ، فإن أمَّ أعجمي أو لَحّان فأفصح بأمِّ القرآن ، أو لَحَنَ فيها لَحْناً لا يُحِيل معنى شيء منها أجزأته وأجزأتهم ، وإن لَحَنَ فيها لحناً يُحيل معنى شيء منها لم تُجْزِ من خلفه صلاتهم وأجزأته إذا لم يُحْسِن غيره ، كما يجزيه أن يُصلي بلا قراءة إذا لم يُحْسِن القراءة ، ومثل هذا إن لفظ منها بشيء بالأعجمية وهو لا يُحْسِن غيره أجزأته صلاته ولم تُجْزِ مَن خَلْفَه .
هذا إذا كان الأعجمي لا يُحسِن قراءة الفاتحة بغير لغته ، فيؤذن له في ذلك حتى يتعلّم .
أما من كان يُحسِن قراءة الفاتحة فلا .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
السلام عليكم
شيخنا الفاضل عبد الرحمن السحيم .
جزاك الله خيراً وبارك الله لك.
شيخنا الفاضل الكثير من المسلمين في أميريكا يواجهون إنتقادات من مسلمين العرب بسبب اللغة العربية.
وأيضا إمام مسجد في إحدى القرى الإميريكية بعد إنتهاء خطبة الجمعة, بعض مسلمين العرب وجهو له بعض الإهانات والتعليق على كلامه .
وقال أحد المصلين بأن اللغة العربية أساس الدين وإن الله لا يتقبل صلاة او قراءة القرأن لمن هم بلغات أخرى وخطبة الجمعه يجب أن تكون با اللغة العربية.
علماً أن إمام المسجد حافظ للقرأن الكريم ويقيم الصلاة با اللغة العربية.
وأيضاً كل مسلم هنا يقرأ القرأن با اللغة العربية أثناء الصلاة, المشكلة لديهم لفظ الحروف .
السؤال هنا ما حكم المسلم الذي يقرأ القرأن باللغة الإنجليزيه
وهل يؤثم من لا يتقن الحروف العربية جيداً أثناء الصلاة ؟
فتوى مهمة با النسبةِ لنا جميعاً.
حفظك الله يا شيخ وبارك الله في علمك ووقتك .
وجزاك الله خيراً
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
يجوز أن يخطب الخطيب بِلُغَة قَومه إذا كانوا هم الأكثر في المسجد الجامع .
ولا تجوز ترجمة ألفاظ القرآن الكريم ، وإنما تجوز ترجمة معانيه .
قال النووي : أما الفاتحة وغيرها مِن القرآن فلا يجوز ترجمته بالعجمية بلا خلاف ؛ لأنه يُذْهِب الاعجاز بخلاف التكبير وغيره ، فإنه لا إعجاز فيه ، وأما تكبيرة الإحرام والتشهد الأخير والصلاة على رسول الله صلي الله عليه وسلم فيه ، وعلى الآل إذا أوْجَبْنَاها فيجوز ترجمتها للعاجز عن العربية ، ولا يجوز للقادِر . اهـ .
وذكر النووي قولين في اشتراط الخطبة باللغة العربية .
وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة :
يجوز لِخَطِيب الجمعة في البلاد التي لا يعرف أهلها أو السواد الأعظم من سكانها اللغة العربية أن يخطب باللغة العربية ثم يترجمها إلى لغة بلاده ؛ ليفهموا ما نصحهم وذكرهم به ، فيستفيدوا من خطبته ، وله أن يخطب خطبة الجمعة بلغة بلاده مع أنها غير عربية ، وبذلك يتم الإرشاد والتعليم والوعظ والتذكير ويتحقق المقصود من الخطبة ، غير أن أداء الخطبة باللغة العربية ثم ترجمتها إلى المستمعين أولى ، جَمْعًا بين الاهتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في خُطبه وكُتبه ، وبين تحقيق المقصود مِن الخطبة خُروجا مِن الخلاف في ذلك . اهـ .
وقال شيخنا العثيمين رحمه الله بعد أن رجّح عدم وُجوب كون الخطبة باللغة العربية : إذا مرَّ بالآية فلا بد أن تكون بالعربية ؛ لأن القرآن لا يجوز أن يغير عن اللغة العربية .
ولا تصلح السخرية بِحال من الأحوال ؛ لأن الاستهزاء طريقة الجاهلين ، ؛ لأنه لا يستهزئ بالناس إلاّ جاهِل .
قال نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام لقومه : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً) فقالوا له : (أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا) فـ(قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) .
روى الخطيب البغدادي في " اقتضاء العِلم العَمل " من طريق مُحَمَّدَ بْنَ هَارُونَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أُوَيْسٍ ، يَقُولُ : " حَضَرَ رَجُلٌ مِنَ الأَشْرَافِ عَلَيْهِ ثَوْبٌ حَرِيرٌ ، قَالَ : فَتَكَلَّمَ مَالِكٌ بِكَلامٍ لَحَنَ فِيهِ ، قَالَ : فَقَالَ الشَّرِيفُ : مَا كَانَ لأَبَوَيْ هَذَا دِرْهَمَانِ يُنْفِقَانِ عَلَيْهِ ، وَيُعَلِّمَانِهِ النَّحْوَ ؟ قَالَ : فَسَمِعَ مَالِكٌ كَلامَ الشَّرِيفِ فَقَالَ : لأَنْ تَعْرِفَ مَا يَحِلُّ لَكَ لِبْسُهُ مِمَّا يَحْرُمُ عَلَيْكَ خَيْرٌ لَكَ مِنْ ( ضَرَبَ عَبْدُ اللَّهِ زَيْدًا ) ، ( وَضَرَبَ زَيْدٌ عَبْدَ اللَّهِ ) !
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد