الحمد لله القائل:(ومن اياته خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) والصلاة والسلام على من قال:
((خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي))-فإن المتأمل لحياة الناس في هذا الزمان تتكدر نفسه ونصيبه اللوعة والأسى,حيث
انتشرت المعاصي والمنكرات والذنوب والسيئات,فانقلبت المفاهيم عند بعض الناس فأصبح المنكر معروفا والمعروف منكرا
وتبدلت الأعراف والقيم وتأثر الناس بأفكار((الحضارة)) الغربية الكافرة فافتتنوا بها,وأثرت عليهم الأفلام الرديئة الخبيثة
التي تجعل من الخيانة حبا ومن الانحلال حرية وانفتاحا ومن طاعة الزوج والتقرب إليه رجعية وتعقيدا, ومن تفاهم الزوج
مع زوجته ضعفا وخورا فكثرت المصائب وعمت النكبات فأصبحت حياة المسلمين متكدرة ومتنغصة.
فالزوجة لا تؤدي حق زوجها!! والزوج مقصر وظالم لزوجته!!ل
والأبناء عاقون والديهم!! والأباء يهملون تربية أبنائه!!
وكل ما حصل يرجع إلى بعد المسلمين عن طاعة أمر ربهم.كيف تكسب زوجتك.الهدف إيجاد أسرة مسلمة متماسكة متناصحة
متفاهمة
يسودها التقدير والإحترام والود والالتزام,والراحة النفسية والسعادة الإيمانية.شعارهم:الدين النصيحة.هدفهم:تربية الأبناء تربية صحيحة
مرجعهم:الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة.أمنيتهم:أن ينادي عليهم المنادى يوم القيامة:(ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم
تحبرون,يطاف
عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون)
ومن أسباب انتشار الطلاق وكثرة المشاكل الزوجية,وتقصير كل من الزوجين بحق صاحبه, وإهانة بعض الأزوج لزوجاتهم حيث
أن بعض الرجال -هداهم الله-لايؤدي حقوق زوجته ولايسأل عنها ولايهتم بها, فيرفع الصوت عليها لأقل الأسباب.ولايشاركها في حلو
الأمور ومرها,ويقدم السهر مع رفقاء السوء والسفر إلى السياحة على العناية بأسرته والاهتمام بزوجته.فجعل زوجته في هم وبلاء
وعم وشقاء,وحطم تلك الوردة اللطيفة,وجعلها تتجرع الأسى واللوعات فإلى ذلك الرجل أكتب هذه الرسالة.
وأقول:إن المرأة ضعيفة,حنونة,عاطفية لاتحتاج منك إلى رفع الأصوات وإبراز العضلات,فإنها مسكينة محتاجة إليك في كل وقت
تحتاج إلى الحنان والرأفة والابتسامة والحب الصادق,تحتاج إلىالتوجيه السليم والنصح القويم تحتاج إلى الدعوة بالحكمة واللين
والأسلوب الصحيح,فهي المدرسة التي قيل عنها:
الأم مدرسة إذا أعددتها....أعددت شعبا طيب الأعراق
الأم روض إن تعهده الحيا....بالري أورق أيماإيراق
الأم أستاذ الأساتذة الألى....شغلت ماثرهن مدى الأفاق
وهذه الرسالة موجهة أيضا:لمن أراد أن يعيش حياة هادئة سعيدة,هادفة هانئة.وهي موجهة إلى من أراد أن
يجعل حياته الزوجية
طريقا إلى الإستقامة طريقا إلى الجنة.إلى من أراد أن يجعل بيته مثالا للسعادة الزوجية ومدرسةلإنشاء الذرية الصالحة الفتية.
إلى من أراد أن يجعل بيته منبعا ثقافيا يشع بالدعوى إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.