السلام عليكم ورحمة الله
:: ما معنى الخنفشار ؟؟؟ ::
هذه قصته :
من المعروف أن مساجد البصرة كانت مقراً للعلم ومستقراً للعلماء في فترة من فترات الازدهار في تاريخ الإسلام، كان يؤمها الطلاب ويقصدها المشاهير، يأخذ أولئك من هؤلاء في شتى العلوم وجميع الفنون، سمع بهذا وعرفه القاصي والداني، وممن سمعوا به متعالم في اليمن، هو طالب يافع ولكنه ذكي أريب، طموح يحب العلم ويسعى إليه ويسافر من أجله، قرر أن يغادر وطنه إلى وطن الثقافة والمعارف في البصرة، وأناخ في البصرة التي طالما حلم بالدراسة والتحصيل في مساجدها والاستماع والاستفادة من علمائها ومزاملة النجباء من طلابها ونيل الشهرة الذائعة فيها.
ولكن الشيطان سول له أن يقلب المعادلة، وأن يزعم لنفسه التمام في اللغة وفروعها من سائر علوم آلة اللسان، إذاً لماذا لا يجلس في المساجد مجلس الملقين لا المتلقين؟ ولماذا لا يزعم للجميع أنه عالم اليمن النحرير، و واحدها الفذ الفريد الذي لا نظير له ولا كفء يماثله في فقه اللغة ونحوها على وجه الخصوص؟
شرع صاحبنا في التنفيذ،
فقصد المسجد الأكبر في المدينة بعد ذات عصر، وأعلن أنه عالم جديد وافد للمرة الأولى من أقصى الديار إلى موطن الآمال، وأنه سيحلق وسيسمع الجميع من العلم ما لم يسبق لهم أن سمعوه وبالفعل ألقى درسه الأول على جمع غفير من الطلبة حضروا من كل حدب وصوب وتحلقوا حوله ليسمعوا عالم اليمن الجليل، فات الأمر على الجمهرة، وانطلت الخدعة على الكثرة،
ولكن فئة قليلة من الطلاب المستمعين كانوا على جانب من الدهاء والذكاء وحسن الإصغاء اكتشفوا من الوهلة الأولى أن صاحبنا وإن كان عالي الصوت قوي النبرة تطل من ألفاظه الثقة في علمه والاطمئنان إلى فهمه والركون إلى إحاطته، فإنه عويلم صغير، ومدع كبير، و(بكاش) ليس له نظير،
فاجتمعوا على إحراجه وإخراجه بطريقة ماكرة وذكاء فريد، فاقترح أحدهم على زملائه أن يؤلفوا كلمة واحدة من حروف متعددة يقترحونها بأنفسهم، ومن الطبيعي ألا يكون لمثل هذه الكلمة مكان في القاموس،
اقترح أحدهم حرف : الخاء
واقترح الثاني حرف : النون
واقترح الثالث : الفاء
واقترح الرابع: الشين
واقترح الخامس : الألف
أما الأخير فاقترح حرف : الراء
ثم جمعوا هذه الأحرف فوجدوها قد أصبحت " خنفشار "
وبعد عصر اليوم التالي، وعندما بدأ شيخنا التدريس بأبهته وفخامته ووجاهته وعمامته وجبته وسائر معدات علمه
رفع أحد هؤلاء الطلاب إصبعه وسأله: يا مولانا ما معنى (الخنفشار)؟
ففوجئ الشيخ الهمام بسؤال الطالب الضرغام، واحتار فيه، وتلعثم كل ما في فيه، ولكن حيرته لم تطل، وبهته لم يستمر،
فسارع ببديهة حاضرة وذكاء فطري لم يصقله علم حقيقي وأجاب بعد برهة توقف للتأمل دون تأفف:
اسمع يا بني، وعوا يا أولادي :
الخفشار نبات ينبت في اليمن، لون ورقه أخضر، ولون سوقه أصفر، وبه يعقد العرب حليبهم،
وقد قال شاعرهم:
لقد عقدت محبتكم بقلبي *** كما عقد الحليب الخنفشار
و قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم - ..... فاستوقفوه و قالوا يكفي يا شيخ !!
أوقفوه حتى لا يصل إلى الكذب على رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
فعلى طالب العلم أن يسير سيرا معتدلا ، ليقبل الناس عليه ، و يسألونه في كل شاذة و فاذة ، و شاردة و واردة .
الرئيسية 
