يعرف الكوليسترول طبياً بأنه : مادة دهنية أو شحمية صفراء موجودة بصورة طبيعية في الدم مع مواد دهنية أخرى . ويتكون في الجسم من مصدرين :
الأول : هو الجسم نفسه عن طريق الكبد الذي يصنع منه حوالي 80% .
والثاني : هو الأغذية التي تتكون من مصادر حيوانية كاللحوم الحمراء والبيض والزبدة والحليب وغيرها .. ومن هنا يتضح أن نسبته في الدم تتأثر بكمية الدسم والدهون التي يتناولها الشخص في غذائه اليومي .
والكوليسترول نوعان : مفيد ويرمز له بالحرف ( Hdl ) ، وآخر ضار ويرمز له بالحرف ( Ldl ) .
وينتج هذا الأخير عن تراكم البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة التي تلتصق بالجدران الداخلية للشرايين ، وتترسب فوقها على شكل حبيبات تتجول مع مرور الأيام إلى خثرات تعمل على تضييق الشرايين وتفقدها خاصيتها المطاطية ، فيصعب عليها بالتالي الاتساع أو الضيق استجابة لاندفاع الدم أو نقصانه ، فتقل النسبة المتدفقة منه داخل الشرايين ، وقد يتجلط في المكان الأكثر ضيقاً ، وقد تضيق الشرايين إلى درجة الانسداد الكامل .
ويعرف هذا النوع من الأمراض بمرض تصلب الشرايين الذي قد يصيبها كلها أو يصيب بعضها . فإذا حدث في شرايين القلب التاجية التي تغذي عضلة القلب ، فإنه يؤدي في هذه الحالة إلى نوبة قلبية ( جلطة أو سكته قلبية ) ولذلك ارتبط هذا النوع من الكوليسترول الضار بأمراض القلب والذبحة الصدرية .
أما النوع المفيد ( Hdl ) فعلى النقيض من النوع الضار تماماً ، حيث يقوم بسحب الخلايا اللزجة الملتصقة بالجدران الداخلية للشرايين ويحملها إلى الكبد ؛ حيث يتم طرحها من الجسم .
والمعروف طبياً أن هذا النوع المفيد يجب أن تساوي نسبته 25% من نسبة المجموع العام ، وهي النسبة الضرورية لصنع الهرمونات وخلايا الأعصاب .
أسباب ارتفاع الكوليسترول وانخفاضه
إن تفاوت مستوى الكوليسترول في دم الإنسان لا يعود إلى النظام الغذائي فقط ، بل يرتبط أيضاً بمدى قدرة الجسم على إنتاجه أو التخلص منه .
فالجسم في الأحوال العادية ينتج ما يحتاجه من هذه المادة ، ولن يكون من الضروري في هذه الحالة تناول كوليسترول إضافي عن طريق المواد الغذائية التي تحتوي عليه.
وثمة عوامل تتحكم في نسبة الكوليسترول في دم الإنسان :
1-العامل الوراثي : الذي يؤدي عادة إلى الإصابة بأمراض القلب في سن مبكر .
2-العامل الغذائي : الذي يمكن حصره في نوعين رئيسين من الأغذية المسببة لزيادة نسبة الكوليسترول الضار هما:
1-الدهون المشبعة التي تكون من مصادر حيوانية مباشرة .
2-مشتقات المنتجات الحيوانية :
3-العامل الصحي : وهو الذي يرتبط بالعادات والتقاليد الضارة وبعض السلوكيات إلى جانب العوامل النفسية ، ويمكن إجماله في العناصر الآتية :
1-زيادة وزن الجسم ( السمنة ) وترهله .
2-تناول الخمور والمكسرات .
3-التدخين .
4-التعرض للضغوط النفسية المرتبطة بارتفاع ضغط الدم .
5-الإصابة بمرض السكري .
6-الخمول والكسل والإغراق في نظام الحياة العصرية ، من إقبال على الوجبات السريعة ، والمشروبات الغازية ، والإفراط في الطعام وعدم التقيد بنظام غذائي سليم .
كيف تحمي نفسك ؟
في نظام الوقاية من هذا المرض هي : معرفة مستوى الكوليسترول في الدم عن طريق الاستشارة والفحوص الطبية الدورية عند البالغين ، لاسيما الذين يعانون أمراضاً قلبية .
وهناك طرق عدة للوقاية من هذا المرض يستفيد منها المصابون وغير المصابين نجملها فيما يلي :
1-ممارسة الرياضة البدنية .
2-الالتزام بنظام غذائي متوازن .
3-البعد عن العادات الضارة كالتدخين مثلاً .
4-عدم التعرض للعوامل النفسية التي تشكل ضغوط مرضية .
كيف نخفض نسبة الكوليسترول في الدم ؟
يُنصح الذين يعانون ارتفاع في نسبة الكوليسترول باتباع قواعد أساسية ، نلخصها فيما يلي :
1-التقليل من اللحوم الحمراء ، والتخلص من جلد الدجاج قبل طبخه .
2-تجنب تناول الكبد والمخ والقلب والكلاوي وصفار البيض .
3-الحرص على تناول الأسماك لأنها مفيدة للشرايين . ما عدا الروبيان وأم الروبيان والرخويات كسرطان البحر وبلح البحر لأن هذه الأخيرة تسبب الكوليسترول الضار .
4-شرب الحليب والروب وتناول الجبنة الخالية من الدسم .
5-تجنب استعمال المشتقات الدهنية والحيوانية في الطبخ .
خلاصة القول
إن خير طريقة يقي الإنسان بها نفسه من هذا المرض أو غيره هي إتباع المنهج النبوي في الوقاية من الأمراض ، وعدم التعرض لها ، والذي يتمثل في قوله صلى الله عليه وسلم : "ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطنه ، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه ، فإن كان لا محالة ، فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه " رواه الترمذي .