بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
لقد حثنا الاسلام واوصانا بالحياء والعفة لما فيهما من خير ويجب ان يكونا من ابرز ما يتميز به المسلم والمسلمة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
((ان لكل دين خلقا وخلق الاسلام الحياء))
1-الحياء
تعريفه: هو الحشمة وضده الوقاحة
والمقصود منه شرعا هو ان الحياء خلق حسن يبعث على فعل الخير وترك الشر
مواطن الحياء
الحياء من الله سبحانه وتعالى: وهو اسمى منازل الحياء فكل النعم التي ننعم بها هي من عنده عز وجل والنسان يستحي ممن احسن اليه
الحياء مع الناس: وكل واحد يحترم كبيره ولا يصح التقدم اليهم من غير ادب ومعاملتهم بغير احترام
الحياء في الكلام: وهنا على المسلم تطهير لسانه ومراقبة اقواله وتجنب قول الالفاظ البذيئة والقبيحة والكلام الفاحش
فوائد الحياء
للحياء فوائد كثيرة منها
-الحياء صفة من صفات الانبياء والصالحين
-يجعل صاحبه محبوبا عند الله تعالى وبين الناس
-يجعل المرء يتحكم في نفسه فلا يفعل ما يخل بالمروءة
-انه من خصال الايمان ويبعد عن فضائح الدنيا والاخرة
-نيل مرضاة الله وثوابه
الفرق بين الحياء والخجل
الخجل قد يكون في الخير او في الشر ويمكن لصاحبه عدم المطالبة بحقه او السؤال عما يجهله
فليس هذا من الحياء البقاء في الجهل او الجبن ويكون الا في حدود
والخجل هو انطواء وانكماش او عد عن ملاقاة الاخرين اما الحياء فهو التزام بمنهاج الفضيلة والادب والتربية
لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم من اشد الناس حياء وانبلهم سيرة وخلقا لذلك فقد كان القدوة نقتدي بها في الدنيا لنيل ثوابنا في الاخرة
وكان يقول عليه الصلاة والسلام
(الحياء لا ياتي الا بخير) رواه البخاري
والانحراف عن الحياء له اثار سيئة
-امتلاك الجراة على ارتكاب الكبائر والموبقات
-التجرد عن الفضائل والتقاليد الحسنة الموروثة
-فساد القلوب وانتشار الرذائل
والعياذ بالله
وبالخصوص هنا المراة يجب عليها الاتصاف بهذا الخلق الحسن وهذا من طبع المراة المسلمة المرتدية حجابا يسترها ويستر عفافها من الشرور التي قد تكون من حولها والحمد لله.الله فرض عليها حجابا لحمايتها فعليها سوى السمع والطاعة والانقياد بالسنة النبوية والحمد لله والشكر لله سبحانه وتعالى
والحياء لا يكون في الحجاب فقط بل في ماسبق ماقلناه من مواطن الحياء فهو ينطبق على المراة المسلمة
2-العفة
تعريف العفة: هي الكف عن ما حرمه الله تعالى وهي بمعى ثان وهو الكف عن سؤال الناس عند الاحتياج حفاظا على كرامتهم
على المسلم ان يكون تام العفة ولا يكون كذلك حتى يكون عفيف اليد واللسان والسمع والبصر وكل الجوارح والكف عن الشهوات المحرمة لان الاستجابة لها وللرذائل فيها من الافات ما يهلك الدين والدنيا .وان يشغل العبد المؤمن نفسه بالعبادة وطلب العلم والعمل الحسن
عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول
((اللهم اني اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى))
واعظم مثال لعفة المسلم في عرضه وشرفه ماجاء في القران الكريم في قصة يوسف عليه السلام مع امراة العزيز وماجعل يوسف عليه السلام يكف عما لا يحل فقال الله تعالى
«و راودته التي هو في بيتها عن نفسه و غلقت الأبواب و قالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون»
والعفة قد تكون في اشياء اخرى كالمال فيجب على المسلم ان ياخذ الا ماكان حقا له ومن الحلال
وللعفة فوائد جمة منها
-نيل ثواب النعيم في الاخرة
-حفظ العرض والشرف وكسب راحة النفس
-تطهر المجتمع ونظافته من المفاسد والرذائل