يامن بليت ببعض الذنوب أقعدتك عن الدعوة الى الله أين ثقتك بالله
يامن بليت ببعض الذنوب أقعدتك عن الدعوة الى الله أين ثقتك بالله
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي يامن من الله عليك بالهداية وجعلك هاديا مهديا بإذن الله
كلمات من قلبي الى قلبك الطاهر المفعم بحب الله ورسوله
ياتي الي بعض أحبتي وقرة عيني من أهل الخير والصلاح ويشتكي الى كثرة ذنوبه وتقصيره وكله حرقة وندم على
مافرط وهو القدوة وهو المربي الداعي الى الله
فكانت اليهم هذه الكلمات أسال الله ان يجعلها دواءا لكل من تعاظم ذنوبه حتى أرق ليله ونهاره
أخي أختي
اعلم أنك تملك اعظم نعمة واعظم منه يمن بها الله على عبيده , فالدنيا وزينتها يعطيها
الله لمن يحب ومن لايحب لكن الإيمان والهداية لايعطيها الله الا لمن يحب
فأنت تملك أعظم الكنوز في قلبك وين جوانحك في ذاك القلب الذي احب الله
أعظم الحب ولم يرضى به بديلا
احد الأحبه قلنا له أخرج معنا داعيا الى الله فقال والله لو تعرف ماعلى
من ذنوب لما قلت ذلك فكيف ادعو الى الله وأنا على هذا الحال
( يالله - لقد تمكن الشيطان منه حتى كاد يقنطه من رحمة الله )
الم يعلم هذا الأخ أن بعض اهل العلم قال أنه لو كان هناك رجلان يشربان الخمر فوجب على كل منهما أن ينكر
على الآخر شربه للخمر وأن كانو يفعلونه ويمارسونه
فإن وقع في الذنب فلا يجمع على نفسه مصيبتان - مصيبة الوقوع في الذنب ومصيبة ترك أنكار المنكر
واقراره فتلك خسارة مضاعفه
بدل أن تكون الذنوب دافعا لك للا نطلاق والتعويض والرجوع القوي اصبحت سببا في الركود والدعة والتخاذل
عن ايصال الخير للناس
أين قول الله تعالى ( إن الحسنات يذهبن السيئات ) أين فهمك وعلمك يارعاك
الله
أعلم اخي أختي أنه عندما يطارد الفهد الغزال ماذا ياترى الذى جعل الفهد يوقع بذلك الغزال السريع بكل بساطه
ذلك لان الغزال اشغل نفسه وهو يجرى بالنظر للخلف مما جعله يفقد جزء كبير من طاقته وجزء
من توازنه وثباته وادى به في نهايه المطاف لخساره تلك الجوله مع ذلك الفهد الذي لاينظر الا للامام
فهذا هو حال بعضنا مع المعاصي والذنوب
اقول لهذا الشخص لقد انتصر عليك الشيطان وتمكن منك فياأخي لماذا هذا الضعف والخنوع
ألم تعلم ان الله واسع الرحمة وانه أرحم بك من أمك التي ولدتك
ألم تعلم ان الله يعدك المغفرة والفضل أما الشيطان فيعدك الفقر ويأمرك بالفحشاء
ويقنطك من ربك
قال الله تعالى ( الشيطان يعدكم الفقر و يأمركم بالفحشاء و الله يعدكم مغفرة منه و فضلا و الله واسع عليم )
فمن تطيع أخي أختي
هل تطيع من يأمرك بالفحشاء ويريدك خالدا في النار ويتبرأ من في الدنيا قبل الآخرة
ام تطيع من يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل
ألم تعلم ان الله قريب من الداعي حيث قال تعالى ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب
أجيب دعوة الداعِ إذا دعانِ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون )
وقال تعالى ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم )
كلنا نذنب ونخطيئ لكن نمسحها بالاستغفار والأنابة والرجوع للجليل الذي لايغفرها فقط بل يبدلها لك
حسنات كأنها كانت طاعة وعباده فهل بعد هذا فضل ورحمة فما أكرم الله
عندما يسقط رجل في الطريق على التراب ماذا يفعل اخي
هل يمرغ نفسه بالتراب ام ينفض ثوبه مما علق فيه ويقوم ويكمل طريقه
انت كذلك
عندما تقع في الذنب قم واستغفر وعد وانب ولاتبقى في الأرض وتمرغ نفسك في اوحال المعاصي
واجعلها كبوه فأانت فارس العقيدة الذي كرمك الله بدينه وسنته وهدايته
فكن جديرا بهذا التكريم وارفع راسك وثق بربك ولاتقنط من رحمته وعفوه فو
الله لو عرفت سعة رحمته وفضله لسكبت العبرات حبا لخالقك فهو الرحيم الذي سبقت مغفرته عقابه
صاح الشيطان وقال اهلكت ابن ادم با الذنوب واهلكوني با الاستغفار ولا اله الا الله
قيل للحسن البصري : ألا يستحيى أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود ، ثم يستغفر ثم يعود ؟ فقال :
ود الشيطان لو ظفر منكم بهذا ، فلا تملُّوا من الاستغفار
فقم أخي أختي وقرة عيني قومة الأسد وأنفث عن يسارك ثلاثا واستعذ بالله وانفض عنك لباس
الكسل والدعة وأبدأ الدعوة والتجارة مع الله ورحلة التعويض فهي والله
تجارة الجنة وقل لأبليس ان جآءك أخسأ عدو الله فلن تعدو قدرك فالله
ربي وخالقي وهو بي راحم
فهذه كلمات من قلبي الى قلبك لعلها تلامس مكنون قلبك الطاهر المفعم بحب الله ورسوله
اللهم اجعلني وإياكم من دعوته في الأرض. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .