المؤمنة بالله مشرفة على المنتديات الشرعية
عدد الرسائل : 755 عدد النقاط : 966 السٌّمعَة : 13 تاريخ التسجيل : 27/09/2009
| موضوع: كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته الثلاثاء يناير 19, 2010 10:57 am | |
| بسم اله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسولنا الكريم سيدنا محمد وعلىاله وصحبه اجمعين
كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته
عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، فالأمير الذي على الناس راع وهو مسئول عن رعيته ، والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عنهم ، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم ، والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه ، ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته » . رواه مسلم 1- إن التربية عبادة يؤجر عليها العبد، ويثاب على إحسانه فيها. ولابد فيها من إخلاص النية وتجريدها لله تعالى، فلا يتعب المسلم في التربية ليقال عنه إنه أحسن فيها، أو ليشار إليه بالبنان بأنه قد بذل الغاية في البحث عن سبل الهداية لأهل بيته، أو ليقال: يا له من مرب بارع! وتربوي ناجح! قال تعالى :{وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين} [البينة: ه] عن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إنما الأعمال بالنيات..)) ولابد من الموافقة والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم،فخير الهدي هديه، وأكمل الطرق طريقته، وأبلغ المسالك سنته. فالمتابعة له صلى الله عليه وسلم في تربيته لأهل بيته أمر لازم لا خيار فيه ولا مصرف عنه، وثمراته حاصلة، ونتائجه عاجلة، ولا بأس من الاستفادة من أساليب التربية الحديثة بما يوافق ما كان عليه وما جاء به صلى الله عليه وسلم.عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) وفي استقراء سنته صلى الله عليه وسلم ودراستها في كيفية تربيته لأسرته غنية عن غيرها، وكفاية عما سواها، فاقصد البحر، وخل القنوات، وفي تنفس الفجر في الصباح ما يغني عن لفح فتيل المصباح. 2- احتساب الأجر على الله تعالى فيما يبذل في هذه التربية،فهي شاقة لا راحة معها، وطويلة لا انتهاء لها، ومكلفة لا شحاحة فيها. وليس للعامل من عمله إلا ما احتسب. فأكرم الهم ما كان على الأهل، وأحب النفقة ما بذلت على القرابة، وأفضل الجهود ما عملت مع ثمرات القلوب. عن ثوبان- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أفضل دينار ينفقه الرجل دينار على عياله..)) وعن أبي مسعود البدري- رضي الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة؛ وهو يحتسبها، كانت له صدقة)) فالتربية كل الناس يمارسونها، وليس كل الناس يؤجرون عليها.. فتنبه! 3- إن الهداية- بمعنى خلق الإيمان والتوفيق له والثبات عليه- ليست في يدك، وإنما بيد من يهدي من يشاء بفضله ورحمته، ويضل من يشاء بعدله وحكمته، وإنما عليك هداية الدلالة والإرشاد والنصح والتوجيه، فلا تقصر فيها أو تغفل عنها. قال تعالى :{إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء} [القصص: 56] وقال تعالى ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء} [البقرة: 272] عن أبي ذر- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال الله عز وجل:... يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم)) لا تملك لنفسك حولاً ولا طولاً، ولا تملكها لغيرك من باب أولى! فلا تعتمد على نفسك، ولا تركن لقدرتك، ولا تثق بغير ربك، ففوض أمرك إليه، وتوكل عليه، واستعن به. قال تعالى :{وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين} [المائدة: 23] وقال تعالى :{وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه المصير} [هود: 88] وأكثر من دعائه ورجائه، واللجوء إليه، والتذلل بين يديه. ولا تقل بذكائي ومعرفتي، وجهودي ونباهتي.. بل أنت-في كل الأحوال- فقير إليه، لا غنى لك عنه، ولا مهرب لك منه. عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين)) 4- لا يشك عاقل، أو يماري مجادل في أهمية القدوة الصالحة في كل ميدان، فنفسك ميدانك الأول، فإن قدرت عليها فأنت على غيرها أقدر وعلى سواها أمكن، فابدأ بها فأصلحها، يصلح الله لك رعيتك، ومن هم تبع لك، فإنهم يوم يسمعون منك ما يناقض ما صدر عنك، يقع الخلل، ويعظم الزلل، ويصبح الدين عندهم شعارات براقة، وكلمات جوفاء ليس لها في حياتهم أثر، ولا في واقعهم وقع. لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم قال تعالى : {وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب} [هود: 88] 5- اللين كالسكين، يقطع دون وجع، والرفق نعمة عظيمة تؤثر في النفوس الكريمة ما لا تؤثر القسوة والغلظة! عن عبيد الله بن معمر- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطي أهل بيت الرفق إلا نفعهم، ولا منعوه إلا ضرهم) وعن عائشة- رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله : (ما يكون الرفق في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه) 6- سعة البال، وعدم الاستعجال، وطول النفس في التربية قضايا مهمة، فبيت عشعش المنكر فيه لسنوات عديدة، وصفات تطبعت بها النفوس لأعوام مديدة، يصبح من العسير أن تزول جملة واحدة في يوم وليلة. فلا بد من التدرج في التغيير، والبدء بالأهم فالمهم، وعدم استعجال النتائج، فطريق الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة، ومن سار على الدرب وصل، ومن أدام قرع الباب يوشك أن يفتح له! 7- لا تتأخر في التربية أو تؤجلها عن حينها، إلا لمسوغ شرعي ومصلحة متحققة؛ فالنفس تربي من أول يوم تبصر فيه الحقيقة، وتفيق على معالم الطريق. والزوجة تبدأ تربيتها مع أول خطوة تخطوها في بيتها الجديد. والأبناء من أول يوم يستهلون فيه صارخين من بطون أمهاتهم.. لا تعجب! فالابن الرضيع الذي تعود على البكاء ليحصل على رغبته، ينطبع هذا في ذهنه ويستقر في نفسه، فلا يحسن بعد ذلك إلا العويل والبكاء! 8- الحذر من فتنتهم في دينهم، وصدهم عن الحق والثبات عليه بما يجلب لهم من أسباب الضلال والانحراف فيما يقرؤون ويسمعون ويبصرون، فهم من جملة البشر ومن عداد الخلق، يشعرون ويحسون، ويتأثرون ويؤثرون، وأمر التربية يستلزم التخلية ثم التحلية، ويتطلب التطهير والنزع، ثم التأثير والوضع. ولكي تزرع الأرض البور، طهرها من الآفات، وامنع عنها المهلكات، ثم ازرع فيها ما تشاء، وطب نفسا بما تجني يوم الحصاد.
9- لا تسكت عليهم في منكر، ولا ترض لهم بمعصية، ولا تقرهم على خطيئة، فمن مقتضيات محبتهم، ومستلزمات مودتهم؛ حمايتهم من أنفسهم- وهي أول أعدائهم- وحمايتهم من أعدائهم الذين يتربصون بهم، ويكيدون لهم، ويريدون أن يستأصلوا شأفتهم. وبيتك مملكتك، فكيف ترضى أن يعصي فيه ربك؟! 10- الجد مطلوب، والاهتمام مرغوب، ولكن كلما زاد الشيء عن حده انقلب إلى ضده، فالتشدد في غير موضعه، والقوة في غير حينها، والحرص المبالغ فيه، كل هذه الأمور لها آثار سلبية في النفوس؛ فهي تولد التمرد والعناد، وتكسب النفرة والبعاد. ولكل شيء جعل الله قدرا؛ فالواقعية تخرج الإنسان من أزمة الوسوسة، فكل الناس خطاء، ومن أين لنا بمعصوم من الزلل، ومبرأ من الخلل بعد النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم؟! 11- نحن نحسن اللوم والتقريع، ونجيد التبكيت، والتوبيخ عند حدوث الأخطاء أو الخطايا.. ولكننا لا نحسن الثناء- بالحسنى- على المحسنين! نتقن الحساب والعقاب، وربما نفشل في الجزاء والثواب! نجيد التعجيز ونسيئ في التحفيز! حقيقة مؤلمة يشهد الواقع بها إلا عند من عرف لأهل الفضل فضلهم، فأولاهم ما يستحقون، وأعطاهم ما يلهب مشاعرهم، ويزكي عزائمهم، وينمي مواهبهم. ولعلك عندما لمت متكاسلاً عن عمل أو متثاقلاً عن مهمة، قال لك في مرارة ظاهرة: أحسنت، وعملت، وبذلت فلم أجد من يكرمني! ولم أحصل على ما أستحق على بذلي وعملي.. تساويت مع غيري فلماذا أجهد نفسي؟!! هل تأملت أين موطن الخلل؟! وأين يكمن الزلل؟! فنحن مطالبون في بيوتنا- وغيرها- أن نحسن إلى المحسنين ونشكر العاملين، تثبيتا لهم وتحفيزا فهمة غيرهم.. عدلاً معهم.. فإن الله يأمر بالعدل. وإحسانا لمن له سابقة الفضل.. و {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} [الرحمن: 65] عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من لا يشكر الناس لا يشكر الله) 12- وثمة خلل آخر في موضوع الجوائز والحوافز ينبغي أن يتداركه من يهتمون بها- على قلتهم! وهو أن جوائزهم- في الغالب- مادية دنيوية، لمتاع زائل وعرض من الدنيا قليل، ولكن أين من يعطيهم هذه الجوائز- ولا بأس بها- مع الأصل الأصيل وهو تذكيرهم بالأجور الأخروية يوم القيامة، ويلفت أنظارهم ويستحث اهتمامهم إلى ما أعد الله من أجور كريمة وحسنات عظيمة لمن أصلح نفسه وقوم عوجه، ولزم الصلاح، وعمل خيرا يسعد به في الدار الآخرة.
| |
|
jorjina مشرفة عامة
الدولة : المدينة : في دروب الوفاء الجنس : المهنة : المزاج : سعيدة دوماً ولله الحمد العمل/الترفيه : دارة في دور التحفيظ عدد الرسائل : 526 عدد النقاط : 626 السٌّمعَة : 24 تاريخ التسجيل : 12/10/2009
| |
المؤمنة بالله مشرفة على المنتديات الشرعية
عدد الرسائل : 755 عدد النقاط : 966 السٌّمعَة : 13 تاريخ التسجيل : 27/09/2009
| موضوع: رد: كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته الجمعة مارس 19, 2010 10:39 am | |
| - jorjina كتب:
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اما بعد جزاك الله الفردوس الاعلى على النصائح المفيدة والنافعة للجميع بإذن الله ودمتي في حفظ الرحمن ولك من الله الجزاء بالمثل اختي الكريمة وفقك الله ونفع بك | |
|