لا أرضى أن توضع صورتي مع أي مقال أو فتوى تنشر عني
السؤال:
هناك مجلات دينية مشهود لها بالأمانة والإصلاح، ولكن عيبها أنها تحتوي على صور، وقد فتح الله عليَّ بمبلغ وفير
فأحببت أن أحصل على أعداد وفيرة منها ولكن تذكرت أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة، وأنا الآن في حيرة من أمري
أرشدوني وفقكم الله؟
الجواب:
الذي يظهر أن المجلات المفيدة ينبغي أن تشترى وتوزع بين الناس نظراً لفائدتها ولا يمنع من ذلك ما فيها من الصور
مثل مجلة المجتمع، مجلة الدعوة، ومجلة البلاغ وما أشبه، هذه كلها مجلات نافعة ومفيدة فلا ينبغي أن يتوقف في شراءها
لأجل الصور بل يشريها ويوزعها على المحتاجين لها ويستفيدوا منها، والصور لا تمنع دخول الملائكة فإنها مغطاة، هذه صورة مغطاة
مغطاة بالأوراق التي عليها وهي تشبه الصور التي تغطى بخرقة فوقها، وتشبه الصور التي في الفراش التي توطأ والوسائد فلا تمنع
إن شاء الله من دخول الملائكة لكن على سبيل الاحتياط ينبغي له أن يضع على الرؤوس بوية، يمسحها بالبوية، حتى تزول أحكام الصور
يعني زال الرأس أزالها من الصورة، ولا سيما إذا كانت في الغلاف، هذه مكشوفة، إذا كانت على الغلاف ينبغي طمسها، يجعل فوقها
قرطاسة بالشمع أو فوق الرأس قرطاسة بالشمع أو يزيل الرأس بالحبر الذي يزيل معالم الرأس أو بشيء من البوية ويزول الحكم
في الحقيقة أن هذا الشيء الذي ذكره السائل مؤذٍ ما كان ينبغي لهذه المجلات الطيبة أن تستعمل الصور، لأن التصوير محرم
والرسول صلى الله عليه وسلم شدد في ذلك وقال: (كل مصورٍ في النار)
وقال: (أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون)، وقال لعلي (لا تدع صورة إلا طمستها)
فما كان ينبغي لهؤلاء الذين ييسرون هذه المجلات الطيبة، ما كان ينبغي لهم أن يضعوا الصور، ونصيحتي لهم جميعاً أن لا يضعوها
وأن يتركوا الصور فتكون هذه المجلات سليمة طيبة بعيدة عن هذا التيار الذي وقع به الناس، هذه نصيحتي لإخواني في الدعوة
أو في مجلة المجتمع أو البلاغ أو غيرها، نصيحتي لهم جميعاً أن لا يضعوا فيها صورة، وكذلك إذا كتبوا فيها مقالة لأحد
أن لا يضعوا صورته إلا بإذنه، حتى لو أذن لا ينبغي أن يصوروه على الصحيح حتى لو أذن لا يصورون
وأنا أحرج كل من نقل عني مقالاً أن يضع صورتي، أنا لا أسامحه، ولا أبيح أن يضع صورتي، كل من كتب عني أنا أحرجه أن يضع صورتي
ولا أرضى بذلك لأني أعتقد أنه لا يجوز التصوير مطلقاً، فأنا أقول لكل من نقل عني في أي مجلة أو في جريدة، لا أبيحه ولا أسامحه أن يضع صورتي
هذا الذي أقوله لإخواني جميعاً، وأنصح به إخواني جميعاً، وأبلغكم إياه عن طريق هذا المنبر أني لا أرضى أن توضع صورتي مع أي مقال أو فتوى تنشر عني، هذا اعتقادي
وإن كان التصوير قد يحتاجه بعض الناس مثل التابعية والجواز ورخصة القيادة، هذا شيء آخر، قد يقال أن صاحبه في ضرورة أو مكره فيعفى عنه إن شاء الله
لأنه مضطر إلى التابعية ونحوها، لكن نشر المقالات والصحف ليس هناك ضرورة إلى وضع صورة لصاحبها، صاحب المقال معروف وإن لم توضع صورته.
الإمام المجدد سماحة الوالد/عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى
منقول