احذر أن ترخص دينك في سبيل مگسب مادي خطبة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ

سماحة المفتي العام:احذر أن ترخص دينك في سبيل مگسب مادي
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه، وعلى آله، وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حقَّ التقوى.
عباد الله، إن العبد محاسب على أقواله وأفعاله: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَاماً كَاتِبِينَ(11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)} [الانفطار]، {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ (8)} [الزلزلة]، وقال جلَّ جلاله: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ(18)} [ق]، وقد جعل الله للأعمال في الدنيا حكماً وآثاراً، وجعل لها في الآخرة جزاء، إما نعيم أو عذاب؛ فعلى المسلم أن يصون أقواله وأفعاله من غضب الله حتى لا تكون عليه وبالاً، من تلكم الأقوال التي اعتنى الإسلام بها، ورتب عليها أحكاماً تخصها إنها اليمين بالله، إنها اليمين بالله، اليمين بالله تأتي بالشيء من أسماء الله أو صفة من صفات الله، وإن شأن اليمين لعظيم، وإن خطره لجسيم لي اليمين مجرد كلمات تقولها، ولكنها عند الله عهد وميثاق يجب أن يقف عند حده، ويعطى حق قدره.
أيها المسلم، وإن المؤمن حقاً يعظم شأن اليمين، لكونه حلفاً بالله وأسمائه وصفاته؛ فيعظم هذه الأيمان ولا يستخف بها، بل يراها أمراً شأنه عظيم، وخطره جسيم.
أيها المسلم، وإن الاستخفاف باليمين، وعدم المبالاة به من أخلاق كافرين والمنافقين، قال تعالى: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ (11)} [القلم]، وقال: {وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (14)} [المجادلة]، وقال عنهم: {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً} [المجادلة]؛ فعظم اليمين بالله إن حلفت؛ فلا تحلف إلا وأنت صادق، واقبل يمين الآخر من حلف بالله؛ فليصدق، ومن حلف له بالله فليرض، ومن لم يرض فليس من الله، وقد أمرنا الله بحفظ أيماننا بقوله: {وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ} [المائدة: 89]، قال ابن عباس: لا تحلفوا إلا على حق.
أيها المسلم، ومن الاستخفاف باليمين أن تجعل اليمين وسيلة لأمر الدنيا وطمعها، وهذا من كبائر الذنوب، وفي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: أُشيمط زان – أي كبير-، وعائل مستكبر، ورجل جعل الله بضاعته لا يبيع إلا بيمينه، ولا يشتري إلا بيمينه، ويقول صلى الله عليه وسلم: “الحلف منفقة للسلعة، ملحقة للكسب”، ويقول صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: رجل على فضل ماء بالفلاة يمنعه ابن السبيل، ورجل بايع رجلاً سلعة بعد العصر؛ فحلف بالله لقد أعطي فيها كذا وكذا؛ فصدقه المشتري؛ فأخذ، وليس كذلك”؛ فهذا لا يكلمه الله يوم القيامة ولا يزكيه وله عذاب أليم: “ورجل بايع إماماً، لا يبايعه إلا للدنيا؛ فإن وفى له منها وفى بيعته، وإن لم يوف لم يوف بيعته”
أيها المسلم، فاحذر أخي؛ فاحذر أن يرخص عليك دينك في سبيل مكسب من مال لا بد أن تفارقه، مال تأخذه بيمين فاجرة إنها مصيبة عظيمة، قال أبو سعيد الخدري رأيت أعرابياً يبيع شاة فقلت: أتبيعها بثلاثة دراهم؟ قال: لا والله، قال: ثم باعها؛ فبلغ النبي ذلك؛ فقال: “باع آخرته بدنياه”
أيها المسلم، ومن الاستخفاف باليمين، اليمين حال الخصوم، لتكسب بها القضية، وأنت تعلم أنك كاذب مفتر؛ تعرضت لعذاب الله، وتقحمت النار علانية، تقحمتها عرض منك، وتأخذ هذا المال باليمين الباطل، اليمين احد إثبات الحقوق؛ فإذا حلفت بالله على غير حق، وعلى غير هدى كنت من الكاذبين، الواقعين في سخط الله وغضبه، اختصم رجلان عند النبي صلى عليه وسلم أحدهما من حضرموت وآخر من كندة، من ولد عبد قيس؛ فترافعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ فعرض البينة على الحضرمي؛ فقال: ليس لي بينة، ثم طلب اليمين من الآخر؛ فقال الحضرمي للنبي: يا رسول الله أمرته باليمين، ورب الكعبة لتأخذن أرضي؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “من اقتطع مال امرئ مسلم بيمين هو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان”؛ فقال الكندي: يا رسول الله هي أرضه، أي أقر واعترف ورد الحق إلى أهله، ولم يحلف بالله كاذباً؛ لأنه خاف الله وراقبه؛ فأنزل الله: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (77)} [آل عمران]، وقال صلى الله عليه وسلم: “من اقتطع مالاً من مسلم بيمين لقي قد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة”، قالوا يا رسول الله: وإن كان قليلا، قال: “ولو قضيباً من أراك”، لقد كان الصالحون من هذه الأمة يتوقون اليمين إذا شكوا فيها، ولم يكونوا أهل جزم بها، يتوقونها لو خسروا بعض الشيء، حذراً من يمين يكونون فيها فاجرين، ليسوا فيها على حق ولا صواب، لا شك أن اليمين حق، وأن المحتاج إليها يحلف، لكن لينظر ويفكر في عواقب الأمور؛ فإن كان على حق في اليمين وإلا امتنع تورعاً وخوفاً من الله.
أيها المسلم، سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكبائر؛ فقال: “الشرك بالله، وعقوق الوالدين، واليمين الغموس”؛ فسأل عنها؛ فقال: “التي تغمس صاحبها في النار”
أيها المسلم، إن الاستخفاف بالأيمان أمور: فمنها ضعف الإيمان؛ فمن ضعف إيمانه وضعف تعظيم الله لقلبه، استخف باليمين بلا مبالاة ولا خوف، ومنها فقدان الثقة بين المسلمين بعضهم لبعض، ومنها فشو الكذب وانتشاره، حتى لا يبالي الإنسان بحلف صادق فيه أو كاذب.
أيها المسلم، وإن هناك أيماناً نهينا عنها؛ فمنها: الحلف بغير الله؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: “من حلف دون الله على شيء؛ فقد كفر أو أشرك”، وفي لفظ: “من حلف بغير الله؛ فقد كفر أو أشرك”؛ فالحلف بغير الله مهما كان المحلوف به؛ فإنه لا يجوز أن تحلف به؛ لأن الحلف تعظيم لله، ولا يجوز أن نعظم مخلوقاً كتعظيمنا لله، الله له أن يقسم بما شاء من خلقه؛ لأن ذلك دليل على كبريائه وعظمته جلَّ جلاله، أما نحن فلا يجوز أن نحلف إلا بالله؛ فلا نحلف بالنبي، وإن كان محمد صلى الله عليه وسلم شأنه في قلوبنا عظيم، وحبنا له كبير، واعتقادنا أنه أفضل خلق لله سيد الأولين والآخرين، ولكن لا يجوز أن نحلف به، ولا بالكعبة المشرفة مع عظم شأنها، ولا بشرفنا، ولا حياتنا، وكذلك الذين يحلفون بأرباب الطرق ومشايخ الطرق وسادة القبور وأمثالها كل هذا من الضلالات والخسارة، ونهينا أن نحلف بالأمانة؛ فليس منا من حلف بالأمانة كما قال صلى الله عليه وسلم، وكانوا في الجاهلية لتعظيمهم لآبائهم يحلفون بآبائهم؛ فقال صلى الله عليه وسلم: “لا تحلفوا بآبائكم من كان حالفا؛ فليحلف بالله أو ليصمت”، ونهانا عن الحلف بأصنام المشركين ومعبوداتهم من دون الله، نهانا عن الحلف باللات والعزى، ومن صدر منه عن نسيان؛ فليقل: لا إله إلا الله، ونهينا أن نحلف بملة غير الإسلام، يقول صلى الله عليه وسلم: “من حلف على ملة غير الإسلام كاذباً متعمداً؛ فهو كما قال”
أيها المسلم، إن هناك استخفافاً باليمين عند بعض الجهلة من المسلمين؛ فيحلفوا بالله على إنسان ليهب له شيئاً أو ليطعمه وليمة أو نحو ذلك، هذا أمر لا يشرع؛ فإن يمينك بالله على شخص لكي تطعمه أو تقيم له وليمة إذا أبى عن قبول ضيافتك؛ فلست بحاجة إلى أن تعظم الله على أمور لا قيمة لها، ولا شأن لها؛ فأحذر اليمين بالله في أمورك، وتوقها إلا على الأمر المطلوب، والمضطر إليه مع الصدق والأمانة وتحري الصدق فيما تقول.
أيها المسلم، إن هذه اليمين عظيمة؛ لأنها تعظيم لله؛ فأحذر أن تزل القدم بعد ثبوتها، احذر أن تخدعك الدنيا؛ فتحلف أثناء الخصومة والترافع عند القضاء غير مبال، يهمك ألا تخسر الدعوى، ولا تخجل أمام القضاء؛ فلا تبالي بهذه اليمين، ظناً منك أن هذه اليمين التي تكسب بها الأموال سوف تندرس وتنسى لا، لا والله لن تنسى، وربما عجلت للكاذب في يمينه عقوبة عاجلة في الدنيا، في نفسه أو ماله؛ فليحذر المسلم ذلك، وليكن على بصيرة في أمره، أسأل الله، لي ولكم التوفيق والسداد، والله جلَّ وعلا نهانا أن نحلف في ترك الإحسان والمعروف؛ فقال: {وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (224)} [البقرة ]؛ فنهانا أن نحلف امتناعاً عن خير نفعله وعمل صالح نؤديه، بل نلتزم اليمين فيما شرعت له، ونبتعد عن تعظيم الله في الأمور التي لا تليق، نسأل الله لنا ولكم الثبات على الحق والاستقامة عليه.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه، وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

يتبع

الخطبة الثانية:
الحمد لله، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.
أيها المسلم، عندما يقسم عليك أخوك المسلم بأمر يمكنك فعله، وممكن موافقتك عليه، من غير ضرر يلحق بك؛ فالأولى أن تبر قسمه، يقول البراء بن عازب وهو يذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حقوق المسلم على المسلم، قال: “وإبرار المقسم”، وأمرنا بإبرار المقسم، أي ألا نفوت يمينه؛ فإن إذا أقسم علينا لأمر يمكننا فعله، ولا حرج ولا مشقة علينا؛ فكون أن بر قسمه أولى من أن نفجر يمينه، ولكن لا ينبغي أن نثقل على الناس بالأيمان، ونعرضها لعدم الوفاء بها، من عباد الله من لو طلبت منه أن يحلف بالله لحلف بالله، ولو كان كاذباً، ولو طلبت منه أن يحلف بصاحب القبر أو بمن يعظمه من سائر المخلوقين لم يحلف به كاذباً، هذا عين الضلال، الكذب في حق الله في الحلف بالله ممكن، وفي الحلف بساداتهم، ومشايخ طرقهم، وضرائح القبور لا يحلف به كاذباً؛ فيحلف بغير الله ويكذب، ولا يحلف بغير الله كذاباً؛ لأن غير الله في قلبه أعظم من الله في قلبه، والعياذ بالله؛ فلهذا يحلفون بالله كاذبين، ولا يحلفون بمن يعظمونه من البشر كاذبين، نعوذ بالله من سوء الحال، يقول ابن مسعود رضي الله عنه: لئن أحلف بالله كاذباً أحب إلى من أن أحلف بغيره صادقاً؛ لأن الكذب في اليمين معصية، والصدق في الحلف بغير الله شرك، نسأل الله السلامة والعافية.
أيها المسلم، نعلم أن الأيمان فيها ما هو لغو يمين الذي يأتي على الألسنة من غير قصد؛ فلا والله لأفعلن كذا، لا أفعل كذا، هذا من لغو اليمين أو يحلف يظن أنه صادق ويتبين خلاف الأمر فلا شيء عليه، وأما اليمين المستقبلية في فعل أو ترك؛ فإن حلفت على ألا تفعل شيئاً، ورأيت المصلحة في فعله؛ فأفعل ذلك وكفر عن يمينك؛ لأن الكفارة تخرجك من هذا الحرج العظيم يقول صلى الله عليه وسلم لسمرة: “يا سمرة إذا حلفت على يمين؛ فرأيت غيرها خيراً منها؛ فكفر عن يمينك وأتي التي هو خير”، ويقول صلى الله عليه وسلم: “والله إني لأحلف على يمين؛ فأرى غيرها خير منها إلا كفرت عن يميني وأتيت الذي هو خير”، وشرع لنا ربنا كفارة اليمين إذا حلفنا على فعل فلم نفعله أو حلفنا ألا نفعل شيئاً فلم نفعله، لغضب أصابنا، وساعات إحراج لنا أن نكفّر عن هذا اليمين تفادياً، قال الله تعالى: {لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (89)} [المائدة ]؛ فكفارة اليمين أمران أمور مخير فيها بين أن تطعم عشرة مساكين، تعطي كل مسكين وجبة غداء، أو عشاء أو كيلو ونصف من الأرز، أو تكسو عشرة مساكين أو تعتق رقبة؛ فإن عدمت الأشياء كلها؛ فصم لله ثلاثة أيام وإن استطعت الإطعام؛ فالإطعام أولى من غيره، وإن عجزت عن الكل؛ فصم ثلاثة أيام، والسنَّة تتابعها إن أمكن ذلك هذه كفارة اليمين، ولكن لا ينبغي الاستخفاف باليمين ولا التهاون بشأنها، ولا ترك الكفارة؛ لأن الله يقول: {وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ}، والله جل وعلا قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (1)} [التحريم]“، النبي حرم العسل على نفسه أو حرم سريته؛ فأنزل الله هذه الآية، يقول الله له: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (1) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ } [التحريم: 2]؛ فشرع له كفارة اليمين عما وقع منه من تحريم، ما أحل الله له، صلوات الله وسلامه عليه.
واعلموا -رحمكم الله-، أن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله على الجماعة، ومن شذَّ، شذَّ في النار.
وصلوا – رحمكم الله-، على سيد ولد آدم سيد الأولين والآخرين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين كما أمركم بذلك رب العالمين: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً(56)} [الأحزاب]، وفي الحديث: “من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا”
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن خلفائه الراشدين الأئمة المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين واجعل هذا البلد آمنا مطمئناً وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أمتنا وولاة أمرنا، اللهم وفقهم لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين، اللهم وفق إمامنا إمام المسلمين عبدالله بن عبدالعزيز لكل خير، اللهم أمده بعونك وتوفيقك وتأييدك، اللهم أره الحق حقاً وارزقه اتباعه وأره الباطل باطلاً وارزقه اجتنابه ودله على كل عمل تحبه وترضاه وبارك له في عمره وعمله، اللهم وفق ولي عهده سلطان بن عبدالعزيز لكل خير وأمده بكل خير وبارك له في عمره وعمله ودله على كل خير تحبه وترضاه، اللهم وفق النائب الثاني نايف بن عبدالعزيز لكل خير وأعنه على مسؤوليته وسدده في أقواله وأعماله إنك على كل شيء قدير.
ربنا اغفر لنا، ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
عباد الله، إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون؛ فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على عموم نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

سماحة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ
مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء

احذر أن ترخص دينك في سبيل مگسب مادي خطبة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ 573985

جزيت خيرا على هذا النقل الجميل
جعله الله في ميزان حسناتك

جزيت خيرا على هذا النقل الجميل
جعله الله في ميزان حسناتك

jorjina كتب:: جزيت خيرا على هذا النقل الجميل
جعله الله في ميزان حسناتك

ولك من الله الجزاء بالمثل اختي الغاليه
وفقك الله ونفع بك ويسر امورك

جزاك الله الجنه وبارك فيك المولى وانار الله دربك وقلبك بنور الهدى
جعل الله ما قدمته في ميزان حسناتك
تقبل مروري ولك ودي وردي
_________________________________________

نسمةامل كتب:: جزاك الله الجنه وبارك فيك المولى وانار الله دربك وقلبك بنور الهدى
جعل الله ما قدمته في ميزان حسناتك
تقبل مروري ولك ودي وردي
_________________________________________

ولك من الله الجزاء بالمثل اختي الغاليه
سدد الله خطاك ويسر امورك ونفع بك

» خطبة الجمعة الشيخ محمد حسان ( اتبعوا ولا تبتدعوا ) ..
» وفاة الشيخ العلامة فريد الانصاري
» اختاه انصري دينك
» احمد بن عبدالعزيز بن باز يؤيّد قيادة المرأة للسيارة في السعـودية ...
» حكم التداوي بما يضاد التوحيد....العلامة الفوزان حفظه الله!!